انا متزوجة من سنتين وزوجي يجا.معني جما.ع العضل ولم اكن اعلم انه حرام شرعاً !!

أختي الكريمة، حفظكِ الله ورعاكِ، وأعانكِ على ما تمرين به. ما ذكرتِه من تصرف زوجكِ هو أمر خطير ومحرم شرعاً، وقد أظهرتِ فهماً صحيحاً حين أدركتِ أنه غير جائز. فجماع العضل أو ما يسمى “الجماع الوحشي” أو الإيلاج العنيف المؤذي محرمٌ في الإسلام تحريماً قاطعاً، لأنه إيذاء للمرأة يناقض مقاصد الزواج السامية من المودة والرحمة والتعاون.
الأدلة الشرعية على تحريم إيذاء الزوجة في العلاقة الحميمة:
1. قال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (النساء: 19). والمعروف هو ما تقبله الفطرة السليمة ولا يُسبب ضرراً أو ألماً.
2. قال تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ” (البقرة: 187). واللباس ستر وأنس وسكن، ليس أذىً أو تعذيباً.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ” (حديث صحيح). وأي فعل يسبب ضرراً جسدياً أو نفسياً للزوجة داخل العلاقة الزوجية يدخل تحت هذا التحريم.
4. مقاصد الشريعة: من أهم مقاصد الزواج تحقيق السكن النفسي والمودة والرحمة، وهذا الفعل يناقض ذلك تماماً.
ما يجب عليكِ فعله بحكمة وتدبر:
أولاً: الفهم والتصور الصحيح
العلاقة الزوجية في الإسلام يجب أن تقوم على:
· الرضا المتبادل وعدم الإكراه
· اللطف والمعاشرة بالمعروف
· مراعاة المشاعر والحدود الصحية
· التلذذ المشروع دون إيذاء
ثانياً: الخطوات العملية
1. الحوار الهادئ: تحدثي مع زوجكِ في وقت مناسب، بعيداً عن الفراش، وعبري له عن مشاعركِ بوضوح ولكن بلطف، موضحةً أن هذا الفعل يسبب لكِ ألماً جسدياً ونفسياً، وهو محرم شرعاً.
2. التعليم الشرعي: قد يكون زوجكِ جاهلاً بالحكم الشرعي. يمكنكِ أن تطلبي منه -بأدب- أن يستفتي أحد العلماء الثقات، أو أن تقرئي له بعض الفتاوى الموثوقة التي تحرم إيذاء الزوجة في العلاقة الحميمة.
3. الوساطة المحترمة: إذا لم يتجاوب، يمكن اللجوء إلى شخص يحترمه ويقتدي به (والده، أخوه الكبير، عالم دين موثوق) ليتحدث معه بلطف عن حقوق الزوجة في الإسلام.
4. اللجوء إلى الطبيب: إذا كان الفعل ناتجاً عن اعتقاد خاطئ بفوائد صحية، فاستشيرا طبيباً مسلماً ثقة ليوضح الحقائق الطبية.
ثالثاً: حقوقكِ الشرعية
· لكِ الحق في عدم التعرض للإيذاء بأي شكل.
· لكِ الحق في فسخ النكاح إذا استمر هذا الإيذاء، خاصة إذا ثبت ضرره طبياً.
· الضرر الجسدي والنفسي من أسباب التفريق بين الزوجين.
رابعاً: الدعاء واللجوء إلى الله
أكثري من الدعاء بهذا الدعاء النبوي: “اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه”. وأدعي الله أن يلين قلب زوجكِ، ويهديه إلى السلوك القويم.
تنبيه مهم:
إذا شعرتِ أن حياتكِ أو صحتكِ في خطر، أو تعرضتِ لإصابة خطيرة، فلا تترددي في طلب المساعدة الفورية من أهلكِ أو الجهات المختصة، فحفظ النفس من مقاصد الشريعة العليا.
أختي الكريمة، الزواج نعمة عظيمة، والله تعالى يريد لكِ الخير والسعادة في الدارين. ما تمرين به اختبار صعب، ولكن مع الحكمة والصبر واللجوء إلى الله، ثم الأخذ بالأسباب الشرعية، يمكن تجاوزه بإذن الله. لا تستهيني بصحتكِ النفسية والجسدية، فلكِ كرامة إنسانية وكيان مستقل يحرم انتهاكه.
نسأل الله أن يصلح حالكم، ويؤلف بين قلوبكم، ويهدي زوجكِ لما فيه الخير والصلاح. واعلمي أن الصبر مع الأخذ بالأسباب، والدعاء مع العمل، هما مفتاحا التغيير بإذن الله.
“وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” [الطلاق: 2-3].




