تكنولوجيا

زلزال صيني يضرب سوق السيارات.. هل تسحب BYD البساط من تحت هوندا

تشهد صناعة السيارات اليابانية حاليًا واحدة من أكبر التحولات في تاريخها، حيث تسببت شركة “بي واي دي” (BYD) الصينية في حالة من الاستنفار لدى عمالقة الصناعة في اليابان.

فبعد الكشف عن طراز “راكو” الكهربائي الصغير، وجدت شركة هوندا نفسها مضطرة لتسريع خططها الكهربائية لحماية عرش سيارتها الأسطورية “N-Box”، التي تتربع على قمة المبيعات في اليابان لثلاث سنوات متتالية.

هذا الصراع ليس مجرد منافسة على حصة سوقية، بل هو معركة لإثبات الجدارة في فئة سيارات الـ “كي” التي تشكل ثلث السوق الياباني.

بي واي دي “راكو”: قمة الذكاء الصيني في هيكل ياباني

تعتبر “راكو” أول سيارة من فئة الـ “كي” تصممها “بي واي دي” خصيصًا للأسواق الخارجية، وهي تجسيد للبراعة في استغلال المساحات.

وبطول لا يتجاوز 3.4 متر، تقدم “راكو” بطاريةً متطورةً من نوع (Blade LFP) بسعة 20 كيلوواط/ساعة، تمنحها مدىً يصل إلى 180 كم، وهو رقم مثالي للتنقل اليومي داخل المدن المزدحمة مثل طوكيو.

ومع سعر يبدأ من حوالي 2.6 مليون ين (ما يعادل 17 ألف دولار)، تضع “راكو” نفسها كمنافس مباشر وشرس بفضل تقنيات الشحن السريع التي تدعم حتى 100 كيلوواط، وهو ما يتفوق على العديد من المنافسين المحليين.

هوندا N-Box: تحول كهربائي اضطراري للحفاظ على الصدارة

رغم الهيمنة المطلقة لطراز “N-Box” بمحركاته التقليدية سعة 658 سم مكعب ومبيعاتها التي تجاوزت 206 آلاف نسخة العام الماضي، إلا أن هوندا أدركت أن البقاء في القمة يتطلب التغيير.

ووفقًا لأحدث التقارير، قررت هوندا إطلاق النسخة الكهربائية بالكامل من “N-Box” بحلول عام 2027.

وتخطط هوندا لتوفير النسخة الكهربائية جنبًا إلى جنب مع النسخة البنزينية، لتعطي العميل الياباني خيارًا مألوفًا وموثوقًا في مواجهة المد الصيني القادم، مع التركيز على تحسين مدى القيادة وسلاسة الأداء التي ميزت هذا الطراز عبر أجياله الثلاثة.

يكمن التحدي الأكبر لهوندا في عامل الزمن؛ فبينما تستعد “بي واي دي راكو” للانطلاق في صيف عام 2026، ستكون هوندا لا تزال في مراحل التطوير لنسختها الكهربائية التي ستصل بعد عام كامل من غريمتها الصينية.

هذا الفارق الزمني قد يمنح “بي واي دي” فرصةً ذهبيةً لجذب المستهلكين الشباب وعشاق التكنولوجيا الذين يبحثون عن حلول تنقل نظيفة وذكية “الآن”.

ومع ذلك، تراهن هوندا على ولاء المستهلك الياباني لعلامته الوطنية وشبكة خدماتها الواسعة، وهو رهان قد يحدد ملامح السوق لسنوات قادمة.

أثبتت حادثة “راكو” أن الأسواق التقليدية لم تعد محصنةً ضد الابتكار، وأن حتى أكثر السيارات مبيعًا وتجذرًا في الثقافة المحلية يجب أن تتطور لتواجه الثورة الكهربائية.

إن تحول فئة الـ “كي” نحو الكهرباء بالكامل يمثل بداية النهاية للمحركات الصغيرة التقليدية، ويفتح الباب أمام عهد جديد تصبح فيه كفاءة البطارية والبرمجيات الذكية هي المعايير الأساسية للاختيار، بدلاً من مجرد الاعتمادية الميكانيكية التي ميزت السيارات اليابانية لعقود طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!