ضعف النظر من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، حيث يعاني ملايين الأشخاص من تراجع تدريجي في حدة البصر مع التقدم في العمر أو نتيجة للإجهاد البصري المستمر أمام الشاشات وسوء التغذية ونقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية. الطب الحديث يوفّر حلولًا متعددة مثل النظارات الطبية والعدسات اللاصقة والعمليات الجراحية، ولكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف أن بعض الأغذية الطبيعية والمشروبات العشبية يمكن أن تدعم صحة العينين بشكل فعّال وتعيد جزءًا من وضوح الرؤية، خصوصًا إذا تم إدخالها ضمن الروتين الغذائي اليومي.
من بين هذه المشروبات التي أثارت اهتمام الباحثين مؤخرًا هو مشروب الجزر مع الكركم والعسل، والذي يجمع بين عناصر غذائية قوية ومواد مضادة للأكسدة تساعد على حماية العينين من التلف ودعم صحة الشبكية والعدسة.
الجزر يُعرف منذ عقود بأنه من أغنى المصادر الطبيعية بـ فيتامين A وبشكل خاص مركب البيتا كاروتين، الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين A الضروري لإنتاج صبغة الرودوبسين في شبكية العين، وهي الصبغة المسؤولة عن الرؤية في الإضاءة المنخفضة. نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى العشى الليلي وضعف حدة النظر، وهو ما يجعل تناول الجزر ومشتقاته عاملاً أساسيًا للحفاظ على البصر.
أما الكركم، فيحتوي على مادة الكركومين التي تتميز بخواصها المضادة للالتهابات والأكسدة. وقد أشارت دراسات نشرت في Journal of Ophthalmology أن الكركومين يساعد في تقليل تلف الخلايا العصبية البصرية الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهو أحد أهم الأسباب وراء أمراض مثل التنكس البقعي المرتبط بالعمر والمياه الزرقاء. إضافة الكركم إلى المشروب يعزز من قوته في حماية أنسجة العين من الالتهابات الدقيقة التي تؤدي إلى تدهور تدريجي في الرؤية.
العسل، من جانبه، يوفر مزيجًا من الفيتامينات والإنزيمات ومضادات الأكسدة الطبيعية التي تساعد على تحسين الدورة الدموية الدقيقة في الأوعية الدموية التي تغذي العين. كما أن بعض الدراسات بينت أن العسل له خصائص مضادة للبكتيريا قد تساهم في تقليل التهابات العين والوقاية من جفافها.
طريقة إعداد المشروب بسيطة للغاية:
يُغلى كوب من الماء مع نصف ملعقة صغيرة من الكركم.
يُترك ليبرد قليلًا ثم يُضاف إليه نصف كوب من عصير الجزر الطازج.
يُحلى بملعقة صغيرة من العسل الطبيعي.
يمكن تناول هذا المشروب يوميًا في الصباح أو قبل النوم لدعم صحة العينين وتقوية النظر. ومع الانتظام عليه لفترات طويلة يمكن ملاحظة تحسن تدريجي في وضوح الرؤية وانخفاض أعراض مثل جفاف العين أو ضعف التكيف مع الضوء.
إلى جانب هذا المشروب، ينصح الأطباء بضرورة الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد، الحد من التعرض الطويل للشاشات، تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 مثل الأسماك الدهنية، بالإضافة إلى الخضروات الورقية الغنية باللوتين والزياكسانثين مثل السبانخ والكرنب، حيث أظهرت دراسات أن هذه المركبات تحمي شبكية العين من أشعة الضوء الضارة.
أن دعم صحة العين لا يعتمد فقط على التدخل الطبي بل على العناية اليومية بالتغذية. ومثل هذا المشروب العشبي البسيط يمكن أن يكون أداة فعّالة وطبيعية لإعادة وضوح الرؤية تدريجيًا، وكأن الإنسان يستعيد بصره النقي كما كان في طفولته.
