“بعيون دامعة وصوت مخنوق”.. الفنّان جمال صالح من داخل دار المسنين: بنتي نسيتني ومش بتسأل عليّا.. “زيارة مِنك تِرجع لقلبي الروح”!

في لحظة صادقة تهزّ القلوب وتوقظ المشاعر، ظهر الفنان القدير جمال صالح في تسجيل مؤثّر من داخل دار المسنين الخاصة بالفنانين، وهو يبكي بحرقة بسبب البُعد عن ابنته الوحيدة، التي لم تعد تسأل عنه، بحسب ما أكّده بنفسه أمام الكاميرا.
“أنا كنت متزوج وعندي بنت واحدة، هي دلوقتي عايشة مع والدتها، بس من وقت ما افترقنا، وهي مبتسألش عليّا خالص.. أنا معنديش حد في الدنيا غيرها”.. بهذه الكلمات المهزوزة عبّر الفنان عن وجعه، وكمية الاشتياق التي يحملها قلبه المُنهك من الغياب والخذلان.
جمال صالح، الذي أسعد الجمهور لسنوات طويلة بأدواره المميزة، لم يتوقّع أن تنتهي به الحياة في غرفة بدار للمسنين، بعد أن أغلقت الدنيا أبوابها في وجهه. يقول: “قبل ما أدخل الدار، كنت بعيش على المساعدات.. معنديش بيت ولا شغل، وكنت بمشي في الشارع محتار رايح فين، بس الحمد لله هنا لقينا ناس بتراعي الإنسان من غير مقابل.”
لكن رغم الأمان المادي الذي يوفّره المكان، فإن فراغ العاطفة لا يسده شيء، خصوصًا من أقرب الناس: “أنا مش طالب حاجة من بنتي غير إنها تيجي تسلّم عليّا.. أنا أبوها، مهما حصل بيني وبين أمّها، دي علاقتنا إحنا، لكن هي بنتي، قطعة من قلبي.”
رسالة الفنان جمال صالح إلى ابنته كانت صادقة، بسيطة، وتُشبه نداء الروح:
“يا بنتي، يمكن الظروف بعدتنا، ويمكن حد قالك كلام مش حقيقي.. بس أبوك لسه على العهد، ولسه بيحبك.. تعالي شوفيني، حتى لو زيارة قصيرة، أنا مستنيك، وكل لحظة بتعدي من غيرك موجعة.”
رسالة إنسانية تستحق أن تصل. فربما، فقط ربما، يفتح هذا النداء بابًا صغيرًا يُعيد للقلوب الدفء، وللأبوة معناها الحقيقي.