“تحذير لكل من يضع هاتفه تحت الوسادة”… إشعاعات خطيرة تدمر الغدة الصنوبرية وتُسبب ضعف النوم والاكتئاب… التفاصيل المروعة !!

في ظل الاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية واستخدامها في كل لحظة من اليوم، ظهرت تحذيرات طبية متزايدة من عادة شائعة يقوم بها الملايين حول العالم دون إدراك لخطورتها، وهي وضع الهاتف المحمول تحت الوسادة أثناء النوم. ورغم أنها تبدو عادة غير ضارة في ظاهرها، إلا أن ما كشفته الأبحاث الطبية والعلمية مؤخراً يصفها بأنها كارثة صحية صامتة تهدد الدماغ والجهاز العصبي وقد تؤدي إلى مضاعفات لا تُحتمل.
تشير دراسات علمية إلى أن الهواتف الذكية تُصدر إشعاعات كهرومغناطيسية من نوع يُعرف باسم Radio Frequency (RF)، وهذه الإشعاعات تبقى فعّالة حتى عندما لا يكون المستخدم يجري مكالمات، إذ يستمر الهاتف في إرسال واستقبال إشارات من الأبراج الخلوية، خاصة إذا كان متصلاً بالإنترنت أو البلوتوث أو في وضع الاستعداد.
أخطر ما في هذه الإشعاعات أنها تتفاعل مباشرة مع الدماغ أثناء النوم عندما يكون الهاتف ملاصقاً للرأس أو قريباً جداً من الوسادة. وقد كشفت تقارير طبية أن الغدة الصنوبرية، وهي غدة صغيرة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم هرمون الميلاتونين الذي ينظم النوم، تتأثر سلباً بتلك الإشعاعات، مما يؤدي إلى اضطرابات واضحة في النوم، من بينها الأرق، النوم المتقطع، والأحلام المزعجة.
ولم يتوقف الأمر عند اضطرابات النوم فقط، بل تطرقت دراسات أخرى إلى وجود علاقة بين تعرّض الدماغ المستمر للإشعاعات الناتجة عن الهواتف ووظائف الإدراك والتركيز والمزاج العام. فمع مرور الوقت، قد يلاحظ من يضع هاتفه تحت الوسادة انخفاضاً في التركيز، شعوراً بالقلق دون سبب واضح، وفي بعض الحالات، تطور الأمر إلى أعراض اكتئابية مزمنة نتيجة اضطراب الساعة البيولوجية للجسم.
وبحسب المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض CDC، فإن النوم بجوار الأجهزة الإلكترونية لا يعطّل فقط هرمونات النوم، بل قد يؤدي إلى تسرّب الإشعاعات إلى الجسم، خاصة عند الأطفال والمراهقين الذين تكون أدمغتهم أكثر حساسية. وقد رُبطت بعض الحالات المرضية النادرة بزيادة فرص الإصابة بأورام الدماغ على المدى الطويل.
العديد من المؤسسات الصحية تنصح بعدم وضع الهاتف تحت الوسادة أو حتى على السرير أثناء النوم، وتوصي بوضعه على منضدة بعيدة لا تقل عن متر واحد من الرأس، ويفضل أن يكون الهاتف في وضع الطيران أو مُطفأ بالكامل أثناء الليل.
كما شدد الخبراء على أهمية إعادة النظر في عادات النوم التي باتت تعتمد على الهاتف كمصدر للمنبه أو للمحتوى الترفيهي قبل النوم، حيث تبين أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يؤدي بدوره إلى تقليل إفراز هرمون الميلاتونين، مما يزيد من اضطراب النوم ويؤثر على جودة الراحة الليلية.
وفي حالات كثيرة، أفاد بعض المستخدمين بأنهم لاحظوا تحسناً ملحوظاً في نومهم ومزاجهم بعد التوقف عن وضع الهاتف تحت الوسادة، ما يؤكد تأثير هذه الإشعاعات حتى دون أن يشعر بها الإنسان.
في الختام، قد تبدو عادة بسيطة مثل مكان وضع الهاتف أثناء النوم غير مهمة للبعض، لكنها في الحقيقة قد تكون فارقاً بين الصحة والمرض على المدى الطويل. فسلامة الجهاز العصبي وجودة النوم من أولويات الحياة الصحية، وقرار إبعاد الهاتف عن السرير ليلاً قد يكون واحداً من أهم القرارات التي تحمي بها دماغك ونفسيتك دون أن تدرك.