كارثة خفية… الإفراط في هذه المشروبات… يرهق الكبد ويؤدي للتليف !!

الكبد هو أكبر غدة في جسم الإنسان وهو العضو المسؤول عن تنقية الدم من السموم وتصنيع البروتينات المهمة وإنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون إضافة إلى دوره في تنظيم مستوى السكر والدهون في الجسم وصحة الكبد ترتبط بشكل مباشر بجودة الحياة إذ إن أي خلل فيه ينعكس على جميع الأجهزة الحيوية لكن ما لا يعرفه الكثير من الناس أن بعض العادات اليومية البسيطة مثل الإفراط في شرب أنواع معينة من المشروبات يمكن أن تكون القشة التي تكسر ظهر الكبد وتسرع حدوث التليف
ما هو تليف الكبد
تليف الكبد هو حالة تتطور نتيجة تعرض أنسجة الكبد للتلف المزمن حيث تستبدل الخلايا الطبيعية بنسيج ندبي صلب يفقد الكبد بسببه قدرته على أداء وظائفه الأساسية بشكل تدريجي ويؤدي هذا إلى تراكم السموم في الدم واضطراب عمليات الأيض وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد ويعتبر التليف مرحلة متقدمة من أمراض الكبد المزمنة قد تنتهي بفشل كبدي كامل
المشروبات التي ترهق الكبد وتسرع التليف
1. المشروبات الكحولية
الكحول يعتبر العدو الأول للكبد حيث يتحول في الجسم إلى مادة الأسيتالدهيد السامة التي تدمر الخلايا الكبدية وتسبب التهابات مزمنة ومع مرور الوقت يؤدي الاستهلاك المفرط للكحول إلى تليف الكبد فيما يعرف باسم التليف الكحولي دراسة أمريكية نُشرت في مجلة Hepatology عام 2018 أوضحت أن 40 بالمئة من حالات التليف في الولايات المتحدة مرتبطة مباشرة بإدمان الكحول
2. المشروبات الغازية المحلاة بالسكر
تحتوي المشروبات الغازية على كميات ضخمة من السكريات البسيطة وخاصة الفركتوز الذي يذهب مباشرة إلى الكبد ويتحول إلى دهون ومع تكرار الاستهلاك اليومي تتراكم الدهون على الكبد فيما يعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي دراسة أجريت في جامعة هارفارد عام 2015 على أكثر من ستين ألف شخص بينت أن استهلاك علبة أو أكثر من المشروبات الغازية يومياً يزيد خطر الإصابة بالكبد الدهني بنسبة تتجاوز 50 بالمئة
3. مشروبات الطاقة
الكثير من الناس يعتقدون أن مشروبات الطاقة آمنة ما دامت متاحة في الأسواق لكن الحقيقة أنها تحتوي على نسب عالية من الكافيين والسكريات إضافة إلى مواد مضافة قد تكون سامة للكبد هناك تقارير طبية نشرت في المجلة العالمية لأمراض الكبد عام 2016 أوضحت أن بعض حالات التليف والفشل الكبدي الحاد لدى الشباب كانت مرتبطة بتناول كميات كبيرة من مشروبات الطاقة
4. العصائر الصناعية المعلبة
معظم العصائر المتوفرة في الأسواق تحتوي على سكريات مضافة ومواد حافظة وألوان صناعية وهي بذلك تشكل عبئاً إضافياً على الكبد الذي يعمل على استقلاب هذه المواد ودراسة أجريت في اليابان عام 2019 أكدت أن الاستهلاك المزمن للعصائر المحلاة يزيد تراكم الدهون في الكبد ويضاعف مخاطر الإصابة بالتليف
كيف تؤثر هذه المشروبات على الكبد
زيادة ترسب الدهون داخل الخلايا الكبدية مما يؤدي إلى الكبد الدهني
إحداث التهابات مزمنة تحفز جهاز المناعة لمهاجمة الكبد باستمرار
تكوين أنسجة ندبية صلبة تحل محل الخلايا الطبيعية وتقلل من قدرة الكبد على التجدد
زيادة الإجهاد التأكسدي نتيجة تراكم السموم والمواد الضارة التي تضعف الخلايا
الأدلة العلمية
دراسة أوروبية موسعة تابعت أكثر من مئة ألف شخص على مدى عشر سنوات أكدت أن الإفراط في تناول المشروبات الغازية يزيد خطر الوفاة بسبب أمراض الكبد بنسبة ملحوظة
بحث كندي عام 2017 أظهر أن شرب ثلاث علب من مشروبات الطاقة يومياً لمدة شهرين فقط أدى إلى ارتفاع ملحوظ في إنزيمات الكبد وهو مؤشر خطير على تلفه
تحليل ميتا لدراسات أجريت في آسيا وأمريكا اللاتينية أشار إلى أن استهلاك المشروبات السكرية هو العامل الغذائي الأكثر ارتباطاً بتليف الكبد غير الكحولي بعد السمنة
علامات مبكرة لإرهاق الكبد
التعب المزمن وضعف التركيز
آلام أو ثقل في الجزء العلوي الأيمن من البطن
اصفرار الجلد أو العينين فيما يعرف باليرقان
انتفاخ البطن أو تورم القدمين
اضطراب الشهية وفقدان الوزن غير المبرر
كيف نحمي الكبد
تقليل أو الامتناع عن شرب الكحول
الابتعاد عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة
استبدال مشروبات الطاقة ببدائل طبيعية مثل الشاي الأخضر أو القهوة باعتدال
الإكثار من شرب الماء وتناول الخضروات الورقية والفواكه الطازجة
ممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في خفض دهون الكبد
إجراء فحوصات دورية لإنزيمات الكبد للكشف المبكر عن أي خلل
الكبد عضو صامت لا يشتكي إلا في المراحل المتأخرة لكننا نحن من نرهقه بصمت عبر الاستهلاك المفرط لمشروبات تبدو عادية في حياتنا اليومية مثل الكحول والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والعصائر الصناعية هذه المشروبات قد تمنحنا لذة مؤقتة لكنها تترك وراءها دماراً طويل الأمد داخل الكبد ومع الوقت يتحول هذا الإرهاق إلى تليف قد يكون غير قابل للعلاج إن إدراك خطورة هذه العادة والبحث عن بدائل صحية مثل الماء والعصائر الطبيعية الطازجة والشاي الأخضر يمكن أن يكون الفارق بين كبد سليم وكبد متليف يهدد الحياة