أمراض القلب والشرايين تعد السبب الأول للوفيات حول العالم بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر من 17 مليون إنسان يفقدون حياتهم سنوياً نتيجة الجلطات والنوبات القلبية ومضاعفات تصلب الشرايين. هذا الرقم المخيف دفع الأطباء والباحثين إلى البحث المستمر عن وسائل طبيعية فعالة تدعم صحة القلب وتقلل من مخاطر انسداد الشرايين، خاصة أن الكثير من الأدوية رغم فعاليتها قد ترافقها آثار جانبية على المدى الطويل. وفي هذا السياق، سلطت مجموعة من الدراسات في كندا الضوء على شراب طبيعي بسيط أدهش أطباء القلب بقدرته الفائقة على توسيع الشرايين ومنع تكون الجلطات بشكل ملحوظ.
ما هو هذا الشراب الطبيعي
الحديث هنا يدور عن عصير الرمان الطبيعي، تلك الفاكهة التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين واستخدمها في الطب التقليدي في الحضارات القديمة مثل مصر والهند واليونان. الرمان غني بمركبات البوليفينولات وخاصة مادة البونيكالاجين Punicalagin التي تعد من أقوى مضادات الأكسدة المعروفة حتى اليوم. هذه المركبات لها تأثير مباشر على الأوعية الدموية، حيث تساهم في تحسين مرونتها وتقليل الترسبات التي تؤدي إلى انسدادها.
كيف يعمل عصير الرمان على حماية الشرايين
1. توسيع الأوعية الدموية
دراسات إكلينيكية أظهرت أن عصير الرمان يحفز إنتاج أكسيد النيتريك في الجسم، وهو جزيء يساعد على ارتخاء جدران الشرايين وتوسعها، مما يحسن تدفق الدم ويخفض ضغط الدم المرتفع.
2. منع تراكم الكوليسترول الضار
إحدى أهم خطوات تكوين الجلطة هي ترسب الكوليسترول الضار LDL على جدران الشرايين. عصير الرمان يقلل من أكسدة هذا الكوليسترول ويمنع التصاقه بجدران الأوعية، وبالتالي يحد من تصلب الشرايين.
3. مقاومة الالتهاب
التهابات الأوعية الدموية تعتبر عاملاً خفياً في زيادة خطر الجلطات. الرمان بفضل غناه بالبوليفينولات يقلل من مؤشرات الالتهاب في الدم مثل بروتين CRP، وهو ما يدعم سلامة الشرايين على المدى الطويل.
4. تأثير مضاد للتجلط
الرمان يحتوي على مركبات طبيعية تعمل على تقليل تكدس الصفائح الدموية، وهي الخطوة الأساسية في تكوين الجلطة، مما يمنحه تأثيراً مشابهاً لبعض الأدوية المضادة للتخثر لكن بصورة طبيعية وآمنة نسبياً.
أدلة علمية ودراسات داعمة
دراسة أجريت في جامعة نابلس بإسرائيل ونشرت في Clinical Nutrition عام 2004 أظهرت أن شرب 50 مل من عصير الرمان يومياً لمدة عام ساعد في تقليل سماكة الشريان السباتي بنسبة تصل إلى 30%.
بحث آخر في American Journal of Cardiology عام 2005 أكد أن تناول عصير الرمان بشكل منتظم ساهم في تحسين تدفق الدم لدى مرضى يعانون من نقص تروية القلب.
دراسة كندية حديثة نشرت في Atherosclerosis Journal عام 2017 بيّنت أن عصير الرمان يقلل من الإجهاد التأكسدي ويزيد من نشاط أكسيد النيتريك، مما يحسن مرونة الأوعية الدموية ويقلل احتمالية حدوث الجلطات.
فوائد إضافية لعصير الرمان لصحة القلب والجسم
يخفض ضغط الدم المرتفع بشكل طبيعي.
يساعد في تقليل تراكم الدهون في منطقة البطن مما ينعكس إيجابياً على صحة القلب.
يعزز صحة الدماغ ويقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
يساهم في تحسين الأداء الرياضي عبر زيادة تدفق الأكسجين إلى العضلات.
يحتوي على فيتامين C و K الضروريين لتقوية المناعة وصحة العظام.
كيفية تحضير الشراب للاستفادة القصوى
يفضل تناول عصير الرمان الطبيعي الطازج دون إضافة سكر.
يمكن عصر حبتين متوسطتي الحجم للحصول على كوب واحد يومياً.
يفضل شربه صباحاً أو قبل الوجبات لتعزيز امتصاص مضادات الأكسدة.
يمكن مزجه مع عصير الليمون أو الجزر لمذاق أفضل وفائدة مضاعفة.
محاذير مهمة
على الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الوارفارين أو الأسبرين استشارة الطبيب قبل الإكثار من شربه لتجنب زيادة سيولة الدم.
مرضى انخفاض الضغط يجب أن يراقبوا مستويات ضغط الدم لديهم لأن الرمان قد يخفضه بشكل إضافي.
يفضل الاعتدال في تناوله لتجنب اضطرابات هضمية لدى بعض الأشخاص.
ما أثبتته الدراسات وأذهل أطباء القلب في كندا أن كوباً واحداً من عصير الرمان الطبيعي يومياً يمكن أن يشكل فارقاً حقيقياً في صحة الشرايين والقلب. فهو شراب طبيعي قادر على توسيع الأوعية الدموية، منع تراكم الكوليسترول، مقاومة الالتهاب، وتقليل خطر تكوّن الجلطات. إدخاله ضمن النظام الغذائي ليس مجرد إضافة لذيذة، بل خطوة وقائية قوية قد تحمي القلب من أخطر الأمراض القاتلة التي تهدد البشرية اليوم.
