أخبار

سوريا ولبنان على أعتاب مرحلة جديدة: الشرع ونواف سلام يعلنان تشكيل لجنة عليا لمتابعة الملفات الحساسة وترسيم الحدود!!

في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ سنوات، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، في العاصمة دمشق، يوم الاثنين، في زيارة رسمية أسفرت عن تفاهمات استراتيجية قد تعيد رسم طبيعة العلاقات السورية-اللبنانية، وتضع أسس تعاون جديد يقوم على الشفافية والندية وحسن الجوار.

تشكيل لجنة عليا مشتركة

خلال اللقاء، أعلن الطرفان الاتفاق على تشكيل لجنة عليا مشتركة، تضم ممثلين من وزارات الخارجية، والدفاع، والداخلية، والعدل، تكون مهمتها الأولى متابعة الملفات الأكثر تعقيدًا، وعلى رأسها ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين. ويُعد هذا الملف من أكثر الملفات حساسية، خاصة مع تنامي الحديث عن ثروات نفطية وغازية محتملة في شرق المتوسط، تتطلب وضوحاً في السيادة والحدود البحرية.

وسوف يُستكمل البحث في ملفات إضافية عبر لجان فرعية من وزارات الاقتصاد، والأشغال العامة والنقل، والطاقة، والشؤون الاجتماعية، وهو ما يشير إلى نية واضحة لإعادة هيكلة التعاون الثنائي بشكل جذري وشامل.

تصريحات نواف سلام: “صفحة جديدة من الثقة”

وفي بيان رسمي صدر عن مكتب رئيس الحكومة اللبنانية، قال نواف سلام:

> “هذه الزيارة ليست مجرد لقاء رسمي، بل هي محاولة صادقة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، قائمة على احترام سيادة البلدين واستعادة الثقة بين الشعبين، دون تدخل في الشؤون الداخلية. قرار سوريا للسوريين، وقرار لبنان للبنانيين.”

ضبط الحدود وعودة اللاجئين

تناول الطرفان ملفات أمنية واقتصادية وإنسانية، أبرزها: ضبط المعابر والحدود ومنع التهريب، الذي تسبب بأزمات اقتصادية وأمنية لكلا البلدين. تنظيم وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين في لبنان، بما يحفظ كرامتهم ويحمي البنية الاجتماعية للبنان.

ملفات اقتصادية: الترانزيت، الغاز، والطيران

ناقش الجانبان ضرورة إعادة تفعيل حركة التبادل التجاري، وفتح خطوط الترانزيت بين الدولتين، واستئناف رحلات الطيران المباشرة، ما قد يسهم في دعم السياحة وتنشيط الاقتصاد. كما طُرحت إمكانية التعاون في مجال استخراج النفط والغاز، لا سيما بعد الاكتشافات الأخيرة في المنطقة البحرية، مع نية واضحة لإعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية القديمة، مثل المجلس الأعلى اللبناني السوري، بما يتناسب مع المرحلة الجديدة.

الملف القضائي وحقوق الإنسان

الوفد اللبناني، الذي ضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية، طالب بفتح ملفات المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ودعا الجانب السوري إلى التعاون في قضايا قضائية عالقة وتسليم مطلوبين، في جرائم يُتهم فيها النظام السابق. كما طُرح ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، وضرورة تنظيم أوضاعهم بما يحفظ حقوق الإنسان.

موقف مشترك من وحدة سوريا والعقوبات الدولية

أكد الشرع وسلام على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعلى أهمية رفع العقوبات المفروضة على دمشق، والتي تعيق عجلة التعافي الاقتصادي. واعتبر الطرفان أن تحسن الاقتصاد السوري سينعكس إيجابًا على الوضع في لبنان أيضًا، الذي يرزح تحت أعباء اقتصادية متزايدة.

دعوة رسمية إلى بيروت

وفي ختام اللقاء، وجّه نواف سلام دعوة رسمية إلى الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة بيروت، في إطار تعزيز التنسيق وتبادل الزيارات الرسمية، وفتح آفاق جديدة من التعاون المباشر بين الدولتين.

خلاصة المشهد

زيارة نواف سلام إلى دمشق قد تكون الشرارة الأولى نحو عودة الحرارة للعلاقات السورية–اللبنانية، بعد سنوات من الجفاء والتوتر. فهل تنجح هذه اللجنة المشتركة في تجاوز التحديات المزمنة، وترسيخ عهد جديد من التعاون الإقليمي الذي تحتاجه المنطقة أكثر من أي وقت مضى؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!