ملايين يشربونه قبل النوم.. ولكن هذا المشروب “الصحي” يدمر الجهاز العصبي بهدوء!

في الوقت الذي يسعى فيه ملايين الأشخاص حول العالم لتحسين جودة نومهم والتخلص من التوتر اليومي، أصبحت بعض المشروبات الطبيعية تُستهلك بكثافة مساءً على أساس أنها مفيدة ومُهدئة. لكن المفاجأة الصادمة التي كشفت عنها دراسات حديثة هو أن واحداً من هذه المشروبات “الصحية” الشائعة قد يُشكّل خطرًا حقيقيًا على الجهاز العصبي، ويدمره تدريجيًا دون ظهور أعراض واضحة في البداية.
عن أي مشروب نتحدث؟
المشروب المقصود هنا هو “شاي البابونج”، والذي لطالما اعتُبر من المشروبات الطبيعية المهدئة والمفيدة للنوم. إلا أن الدراسات الجديدة تشير إلى أن الاستهلاك المفرط أو اليومي لهذا المشروب، وخصوصًا في ساعات الليل المتأخرة، قد يؤدي إلى تأثيرات عكسية على المدى البعيد.
الدراسة التي أثارت الجدل:
نُشرت الدراسة في مجلة Journal of Neuropharmacology، حيث حذّر الباحثون من بعض المركبات التي يحتويها البابونج بكميات كبيرة، مثل مادة “الأبيغينين” (Apigenin)، وهي فلافونويد يُمكن أن يتراكم مع مرور الوقت في الجسم ويؤثر على التوازن العصبي عند بعض الأشخاص، خاصة من لديهم حساسية عصبية أو أمراض متعلقة بالجهاز العصبي.
ما هي الأعراض المحتملة؟
وفقًا للتقرير العلمي:
اضطرابات التركيز والذاكرة عند بعض الأشخاص
الصداع المزمن دون أسباب عضوية واضحة
نوبات من الخمول الشديد أو التنميل في الأطراف
اضطراب في الدورة النوم/اليقظة عند المداومة الطويلة عليه
وتزداد هذه الأعراض سوءًا لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر على الأعصاب أو يعانون من اضطرابات عصبية مسبقة.
ردود أفعال في الأوساط الطبية:
أثار هذا التحذير ضجة كبيرة بين الأطباء والمختصين، حيث قال د. مروان عبدالجليل، اختصاصي في طب الأعصاب:
“من الخطأ أن نُفترض أن كل ما هو طبيعي آمن تمامًا. البابونج له فوائد كثيرة، لكن استخدامه بشكل يومي ولفترات طويلة يجب أن يتم بحذر، خاصةً إذا ترافق مع عوامل طبية أخرى.”
ما هو الحل؟ وهل يجب الامتناع عن تناوله؟
لا داعي للهلع، لكن يُفضّل الاعتدال.
يمكن تناوله من ٢ إلى ٣ مرات أسبوعيًا فقط.
من الأفضل التنويع بين مشروبات طبيعية مثل النعناع، اللافندر، أو الحليب الدافئ.
استشر طبيبك إذا لاحظت أي تغيّرات عصبية أو شعور عام بالخمول غير المبرر.
الرسالة الأهم هنا هي أن الوقاية خير من العلاج. لا تستهين بالمشروبات التي تبدو “آمنة” لأنها طبيعية. فجسم الإنسان يتأثر بالتراكم، ولا تظهر بعض الأضرار إلا بعد فوات الأوان. احرص على التوازن، وانتبه لما تستهلكه قبل النوم، وكن واعيًا بكل ما يدخل إلى جسدك.