لم يحترموا حتى شعر رأسه الأبيض.. طرد فايز الدويري من “قناة الجزيرة” بسبب هذه “الهفوة” يصدم الجمهور في الوطن العربي! الحقيقة كاملة!

في عالم الإعلام والسياسة والتحليل العسكري، لا تصمد إلا الأسماء الثقيلة ذات التاريخ، والخبرة، والحضور الفعّال في الميدان والاستوديو. من بين هذه الأسماء، يبرز اللواء فايز محمد حمد الدويري، الذي تحوّل من ضابط في صفوف الجيش الأردني إلى أحد أبرز المحللين العسكريين والاستراتيجيين على مستوى الوطن العربي.
ورغم ما يتم تداوله مؤخرًا من شائعات تتعلق بخروجه من قناة الجزيرة، إلا أن المتابعين المقربين يعرفون أن هذه الأخبار تفتقر للدقة، وأن الدويري لا يزال يحتفظ بمكانته كمحلل موثوق ومحترم على الساحة الإعلامية.
من إربد إلى الخطوط الأمامية: بداية حافلة بالتجارب
وُلد اللواء فايز الدويري عام 1952 في مدينة إربد الأردنية، ونشأ في بيئة تُمجّد الانضباط والخدمة الوطنية. التحق بالقوات المسلحة الأردنية مبكرًا، وشغل مناصب قيادية حساسة في مواقع متقدمة، وتمكّن من ترسيخ اسمه كقائد ميداني يتمتع برؤية تحليلية ثاقبة في مجالات التكتيك الحربي وإدارة الصراعات.
خلال مسيرته، عُرف عنه أنه لا يكتفي بالتنفيذ، بل يسعى لفهم عمق المعارك وخلفياتها، وهو ما ساعده لاحقًا في التأسيس لمسيرة إعلامية فريدة من نوعها.
من الميدان إلى الشاشات: التحوّل المدروس
بعد تقاعده من الخدمة عام 2005، لم ينقطع اللواء الدويري عن الساحة العامة، بل اختار أن يضع خبرته الطويلة في خدمة الرأي العام، من خلال التحليل العسكري عبر وسائل الإعلام. لم يكن ظهوره مجرد ظهور عابر؛ فقد أصبح وجهًا مألوفًا على قنوات عدة، أبرزها قناة الجزيرة، حيث عُرف بمداخلاته الدقيقة والمنطقية.
اعتمد الدويري على الوقائع الميدانية لا على التهويل أو العاطفة، ما جعله محلّ تقدير ليس فقط من المتابعين، بل حتى من صنّاع القرار والمقاتلين على الأرض.
“حلل يا دويري”.. لحظة فارقة تحوّل فيها إلى رمز إعلامي
من أبرز اللحظات التي ساهمت في انتشار صيته، مقطع شهير لمقاتل فلسطيني يصرخ أثناء الاشتباك مع قوات الاحتلال قائلًا: “حلل يا دويري!”، في إشارة إلى مدى تطابق تحليلاته مع الواقع على الأرض. تحوّل هذا المقطع إلى رمز لتأثير الدويري، وارتبط اسمه بالاحترافية والواقعية في قراءة المواقف العسكرية.
الشائعات المتكررة.. ضريبة النجاح
في الآونة الأخيرة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أخبار تزعم “خروجه” من قناة الجزيرة، وأخرى تحدثت عن “إبعاده” بسبب مواقفه. إلا أن الواقع يُفنّد ذلك؛ فالدويري لا يزال يظهر في التحليلات الكبرى، وآراؤه محل متابعة دقيقة من جمهور واسع.
والمفارقة أن هذه الشائعات، بدل أن تقلل من قيمته، دفعت الكثيرين للبحث عن مسيرته ومتابعة تحليلاته باهتمام أكبر.
لماذا يحظى فايز الدويري بهذا التقدير الواسع؟
الخبرة العسكرية العميقة: سنوات من العمل الميداني أعطته منظورًا مختلفًا في التحليل.
التحليل المتوازن: لا ينحاز ولا يتهرب من الحقائق، بل يقدّم رؤية استراتيجية مبنية على منطق الحروب والخرائط.
الوضوح والبساطة: يستطيع تبسيط المفاهيم العسكرية حتى يفهمها الجمهور غير المتخصص.
الانضباط الإعلامي: لا يسعى للإثارة، بل يعتمد الموضوعية في الطرح.
الرمزية الجماهيرية: أصبح صوته مألوفًا ومحبوبًا حتى في أوساط المقاومين.
إرثٌ إعلامي واستراتيجي يتجاوز الشاشات
إن مسيرة اللواء فايز الدويري تُثبت أن الخبير الحقيقي لا تُحدده الشهادات فقط، بل التجربة والرؤية والقدرة على قراءة الواقع. وقد أثبت من خلال ظهوره المستمر ومواقفه المتزنة، أنه رقم صعب في عالم التحليل العسكري، لا يمكن تجاهله أو تجاوزه.
في وقتٍ تتزايد فيه التحليلات السريعة والمبالغة في التوقعات، يظل صوت فايز الدويري مختلفًا؛ صوتًا يذكّرنا أن خلف كل كلمة على الشاشات، تقف سنوات من المعارك والتخطيط والرؤية العسكرية العميقة. وبينما يواصل مهمته الإعلامية، فإن جمهوره لا يرى فيه محللًا فقط، بل شاهدًا على الحروب، وصوتًا للعقلانية في زمن الضجيج.