“من مطبخك”… دراسة جديدة تؤكد… هذه الفاكهة تعيد شباب القلب وتقلل خطر الجلطات !!

في تطور علمي جديد ومثير للاهتمام، كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية لصحة القلب عن نتائج مذهلة لفاكهة شائعة جدًا في مطابخنا، لطالما اعتُبرت وجبة خفيفة فقط، دون أن ندرك ما تحمله من كنوز صحية لا تُقدر بثمن.
إنها فاكهة العنب الأحمر.
نعم، العنب الأحمر، الفاكهة الصغيرة ذات الطعم الحلو واللون الجذاب، أثبتت أحدث الأبحاث أنها تملك قدرة فريدة على “إعادة شباب القلب” حسب تعبير الباحثين، من خلال تعزيز مرونة الشرايين، وتنشيط الدورة الدموية، وتقليل خطر الجلطات القلبية بشكل واضح وملحوظ.
الدراسة التي أجريت على أكثر من 300 مشارك تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عامًا، قامت بقياس وظائف القلب قبل وبعد تناول 200 غرام يوميًا من العنب الأحمر لمدة 6 أسابيع. وكانت النتائج مذهلة بكل معنى الكلمة: تحسّن ملحوظ في تدفق الدم، انخفاض في ضغط الدم الانقباضي بنسبة 9%، وتراجع واضح في مؤشرات الالتهاب داخل الشرايين.
ما يميز العنب الأحمر عن غيره من الفواكه، حسب الدراسة، هو احتواؤه على مركبات “الريسفيراترول” و”الأنثوسيانين”، وهي مضادات أكسدة قوية جدًا، قادرة على تقليل تراكم الكوليسترول الضار على جدران الأوعية الدموية، وتخفيف التصلب الشرياني الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والجلطات الدماغية.
وليس هذا فقط، بل أظهرت الدراسة أن تناول العنب الأحمر بانتظام لا يحمي فقط من الأزمات القلبية، بل يحسّن أيضًا من حيوية القلب وكفاءته في ضخ الدم، خاصة لدى كبار السن، وهو ما دفع أحد الباحثين المشاركين في الدراسة إلى القول: “العنب الأحمر ليس مجرد فاكهة… إنه علاج وقائي للقلب بامتياز”.
الخبراء ينصحون بتناول العنب الأحمر طازجًا، ويفضل أن يكون بقشره، لأن القشرة تحتوي على أعلى تركيز من مضادات الأكسدة الفعالة. كما يُفضل تناوله في فترة الصباح أو بعد الظهر لتعظيم امتصاص الفيتامينات والمركبات الحيوية.
ومن اللافت للنظر أن الشعوب التي تُكثر من تناول العنب في أنظمتها الغذائية، مثل سكان حوض البحر الأبيض المتوسط، تسجل أقل معدلات الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين في العالم.
ويشير الدكتور “جيمس روبرتسون”، خبير أمراض القلب في جامعة كامبريدج، إلى أن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تعزز ما كان يلاحظه في مرضاه منذ سنوات، حيث لاحظ أن الأشخاص الذين يستهلكون العنب الأحمر بانتظام يتمتعون بضغط دم أفضل، ونبض أكثر استقرارًا، ومؤشرات التهابات أقل في تحاليل الدم، مقارنة بغيرهم.
الدكتور روبرتسون يضيف: “أحيانًا لا نحتاج إلى دواء باهظ أو تقنية معقدة… أحيانًا يكمن السر في طبق من الفاكهة الطازجة. العنب الأحمر يجب أن يكون جزءًا من كل بيت وكل نظام غذائي صحي”.
الدراسة فتحت الباب أمام مزيد من الأبحاث لفهم الدور العميق الذي يمكن أن تلعبه بعض الفواكه في الوقاية من أمراض العصر المزمنة، وعلى رأسها أمراض القلب التي تُعد القاتل الأول عالميًا.
ينصح الباحثون جميع الأشخاص، وخاصة من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب أو يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو ضغط الدم، أن يدرجوا العنب الأحمر في روتينهم الغذائي اليومي، لما له من فوائد صحية لا تُضاهى، ولما يمكن أن يقدّمه من وقاية حقيقية بأبسط الطرق الممكنة.