نقص هذا الفيتامين أثناء الحمل قد يصيب النساء بأمراض القلب والسكري !.. دراسة تحذّر من الخطر الصامت داخل الجسم!

قد يبدو نقص الفيتامينات أمرًا بسيطًا، لكنه قد يخفي وراءه كارثة صحية لا تدركها النساء إلا بعد فوات الأوان.

في دراسة حديثة صادمة، حذّر علماء من أن نقص فيتامين B12 أثناء الحمل لا يقتصر فقط على الشعور بالتعب أو الدوخة، بل قد يمهد الطريق لأمراض مزمنة خطيرة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني، من خلال تأثيره المباشر على دهون الجسم والتهاباته الداخلية!

دراسة تكشف الوجه المظلم لنقص فيتامين B12 أثناء الحمل

بحسب ما نشره موقع “ذا كونفرسيشن” الأميركي، أجرى فريق من الباحثين دراسة تفصيلية على 115 امرأة حاملًا يعانين من نقص فيتامين B12، مع التركيز على تأثير هذا النقص في نوعين من الدهون:

الدهون تحت الجلد (الطبقة التي نراها عادة تحت الجلد)

الدهون الحشوية (الدهون العميقة التي تحيط بالأعضاء الحيوية كالكبد، والبنكرياس، والأمعاء)

والنتائج كانت صادمة بحق.

ماذا وجدت الدراسة؟

النساء اللاتي كان لديهن نقص في فيتامين B12 ظهرت عليهن التغيرات التالية:

زيادة ملحوظة في الوزن، رغم أن الفيتامين لا يرتبط تقليديًا بالسمنة. انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وهو أمر يرتبط عادة بأمراض القلب. زيادة تخزين الدهون داخل الخلايا، ما يزيد من خطر تكوّن الدهون الحشوية الخطيرة. ضعف وظيفة الميتوكوندريا، وهي مصانع الطاقة في الخلايا، ما يؤدي إلى ضعف نشاط الجسم ومناعته.

ارتفاع واضح في الجزيئات الالتهابية داخل الأنسجة الدهنية، وهي إحدى العلامات المبكرة لأمراض القلب والسكري والسمنة المزمنة.

لماذا يشكّل هذا الأمر خطرًا مضاعفًا على النساء الحوامل؟

المرأة الحامل تمر بمرحلة حساسة تتطلب توازنًا دقيقًا في التغذية، ونقص فيتامين B12 خلال هذه الفترة لا يؤثر فقط على صحتها، بل أيضًا على صحة الجنين وتكوينه العصبي والدماغي.

لكن هذه الدراسة تكشف جانبًا آخر أكثر خطورة:

أن هذا النقص قد يجعل المرأة أكثر عرضة لتراكم الدهون الحشوية الضارة، وزيادة الالتهاب الداخلي المزمن، وبالتالي رفع احتمالية إصابتها بـ:

أمراض القلب وتصلب الشرايين

السكري من النوع الثاني

متلازمة التمثيل الغذائي

وربما مشكلات الكبد والبنكرياس

أين يوجد فيتامين B12؟

يتوفر فيتامين B12 بشكل رئيسي في المنتجات الحيوانية، مثل:

اللحوم الحمراء والدواجن

الأسماك

الكبد

البيض

الحليب ومشتقاته

ولهذا فإن النساء اللاتي يتبعن نظامًا نباتيًا أو يعانين من سوء الامتصاص هنّ الأكثر عرضة للنقص.

أعراض نقص فيتامين B12 التي لا يجب تجاهلها

وفق ما ذكره موقع “مايو كلينك”، فإن نقص فيتامين B12 قد يظهر في الأعراض التالية:

إعياء مستمر

ضيق في التنفس حتى أثناء الراحة

دوخة أو دوار متكرر

شحوب أو اصفرار الجلد

اضطراب في نبضات القلب

خسارة غير مبررة في الوزن

تنميل أو وخز في اليدين والقدمين

ضعف العضلات وحركات غير مستقرة

فقدان التركيز والذاكرة

هذه الأعراض قد تتفاقم تدريجيًا دون أن تدرك المرأة السبب الحقيقي وراءها.

لماذا يزداد خطر هذا النقص في العصر الحديث؟

أحد أسباب الانتشار المتزايد لنقص B12:

الاتجاه المتزايد نحو الأنظمة النباتية دون تعويض بالفيتامينات.

اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على امتصاص الفيتامين.

الحمل المتكرر دون مكملات غذائية كافية.

تجاهل الفحوص الدورية للحمل والتغذية.

كيف تحمي نفسك؟

1. افحصي مستويات B12 بشكل دوري، خاصة أثناء الحمل أو الاستعداد له.

2. احرصي على نظام غذائي متوازن يشمل مصادر الفيتامين.

3. استشيري طبيبك حول تناول المكملات إذا كنت نباتية أو تعانين من مشكلات في الامتصاص.

4. لا تهملي أعراض التعب، التنميل، أو فقدان الوزن، حتى لو بدت بسيطة.

فيتامين B12 ليس مجرد عنصر غذائي، بل درع وقاية من أمراض قاتلة، خاصة للمرأة الحامل التي تتطلب حالتها دعمًا تغذويًا متكاملًا. إن التهاون في مراقبة هذا الفيتامين قد لا يظهر اليوم، لكن عواقبه قد تطاردك لسنوات، في صورة أمراض قلب، سمنة مزمنة، أو سكري خفيّ.