“تحذير عاجل من خبراء الأعصاب”… سماعات الأذن اللاسلكية تُفجر أعصاب الأذن وتسبب طنين مزمن وقد تُصيبك بالشلل الصامت !!

في عصر التكنولوجيا الحديثة والاعتماد المتزايد على الأجهزة اللاسلكية، أصبحت سماعات الأذن اللاسلكية جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثيرين، سواء أثناء التمارين الرياضية أو في وسائل النقل أو خلال العمل والدراسة. لكن خلف هذا الاستخدام اليومي المألوف، تُخفي هذه السماعات الصغيرة خطراً صحياً صامتاً قد يكون له عواقب كارثية على الجهاز العصبي والسمعي، حسبما أكده عدد من خبراء الأعصاب.
تحذير علمي مثير للقلق
كشفت دراسة حديثة أُجريت في عدد من المراكز البحثية الأوروبية المتخصصة في أمراض الأعصاب أن الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من سماعات الأذن اللاسلكية، خصوصاً تلك التي تعمل بتقنية البلوتوث، قد تُعرض المستخدمين لمستويات متكررة من الإشعاعات منخفضة التردد. ورغم أن هذه المستويات قد تبدو آمنة وفقًا للمعايير الحالية، إلا أن التعرّض المزمن لها يمكن أن يُؤدي إلى تحفيز غير طبيعي للأعصاب الدقيقة في الأذن الداخلية.
وأكدت الدراسة أن الاستخدام الطويل والمستمر لهذه السماعات، خاصة عند وضعها مباشرة داخل القناة السمعية لساعات متواصلة، يمكن أن يؤدي إلى التهابات ميكروية غير محسوسة في البداية، تتطور لاحقاً إلى طنين مزمن في الأذنين، وهو أحد أكثر الأعراض العصبية المرتبطة بتلف الخلايا السمعية شيوعاً.
الشلل الصامت: تهديد جديد
الأخطر من ذلك أن باحثين في علم الأعصاب أشاروا إلى احتمالية إصابة بعض المستخدمين بما يُعرف بالشلل الصامت، وهو نوع نادر من الخلل العصبي يحدث نتيجة اضطراب الإشارات الكهربائية في الخلايا العصبية المرتبطة بالجهاز السمعي والتوازن، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في الاستجابة العصبية في الأذن والدماغ.
هذا الشلل لا يُصاحبه فقدان كامل للحركة أو الإحساس، بل يظهر على شكل تشوش سمعي حاد، عدم القدرة على تمييز الأصوات بدقة، دوار دائم، وربما شعور بالضياع العقلي المؤقت عند الاستماع، خاصة في بيئات مزدحمة بالضجيج.
دراسات أخرى تؤكد: الأطفال والمراهقون الأكثر عرضة
أوضحت دراسات طبية نُشرت مؤخراً أن الفئة العمرية بين ١٠ إلى ٢٥ عاماً هم الأكثر عرضة لتأثيرات هذه السماعات الضارة، نظراً لأن أجهزتهم العصبية والسمعية لا تزال في طور النمو والتطور. وتشير التقارير إلى أن الاستخدام المتكرر لسماعات الأذن اللاسلكية في هذه الفئة قد يتسبب في تراجع القدرة السمعية مبكراً، بل وظهور أعراض صداع عصبي مزمن واضطرابات في التركيز والذاكرة.
ما البدائل الآمنة؟
يرى الأطباء المتخصصون أن الحل لا يكمن في التخلي الكامل عن التكنولوجيا، بل في الاستخدام المتوازن والواعي. وينصح الخبراء بالاعتماد على السماعات السلكية التقليدية عند الإمكان، والحد من مدة الاستماع المستمر إلى أقل من ٣٠ دقيقة في الجلسة الواحدة، مع إعطاء الأذنين فترة راحة بين كل استخدام وآخر. كما يُفضل خفض مستوى الصوت وتجنّب استخدامها في الأماكن التي تتطلب تركيزاً عالياً أو أثناء النوم.
دعوات لمراجعة المعايير العالمية
في ضوء هذه المعطيات، بدأت أصوات علمية تطالب بإعادة النظر في معايير السلامة الدولية الخاصة بتقنيات البلوتوث والسماعات اللاسلكية، خاصة فيما يتعلق بتحديد مستويات الإشعاع المسموح بها. وقد دعت جمعيات حماية المستهلك إلى فرض إلزامية التنبيه على مخاطر الاستخدام الطويل لهذه الأجهزة ضمن كتيبات التعليمات المصاحبة للمنتجات.
قد لا تظهر الأضرار الصحية لسماعات الأذن اللاسلكية خلال أيام أو أشهر، لكنها تُراكم آثاراً خطيرة على المدى البعيد. ما نراه اليوم من طنين الأذنين وصعوبات السمع ومشاكل الأعصاب قد يكون مجرد بداية لسلسلة من المضاعفات غير المتوقعة. وفي الوقت الذي توفر فيه هذه الأجهزة راحة وكفاءة في الاستخدام، تبقى مسؤولية الحذر والوعي بيد كل مستخدم يضع صحته فوق كل اعتبار.