“وداعاً للغسيل الكلوي”.. هذا المشروب الشعبي يدمر الكلى بالتدريج دون أي أعراض واضحة… الأطباء يكشفون الكارثة التي لا يتوقعها أحد !!

في كل صباح وفي جلسات السمر وفي المناسبات العائلية، لا يخلو بيت تقريباً من هذا المشروب الشعبي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من العادات اليومية في مجتمعاتنا العربية. مذاقه محبب ورائحته تعطي شعوراً بالراحة، لكنه يحمل في طياته خطراً صحياً جسيماً يمكن أن يقودك إلى ما لا تُحمد عقباه.
الأطباء وأخصائيو الكلى في عدد من المراكز الصحية حول العالم بدأوا خلال السنوات الأخيرة في إطلاق تحذيرات متزايدة حول هذا المشروب، بعدما لاحظوا تزايداً في حالات الفشل الكلوي لدى أشخاص لا يعانون من أمراض مزمنة واضحة، ومعظمهم يستهلك هذا المشروب بشكل مفرط ومنتظم.
ما هو هذا المشروب؟ ولماذا أصبح موضع اتهام علمي؟
المشروب المقصود هنا هو الشاي الأحمر. نعم، الشاي الذي يعتبره الكثيرون خياراً صحياً آمناً، خصوصاً إذا لم يُضاف إليه السكر. لكن المشكلة لا تكمن فقط في الشاي كمادة طبيعية، بل في طريقة التحضير، الكمية المستهلكة، وتكرار الاستهلاك اليومي.
يقول الدكتور مصطفى عبدالعزيز، أخصائي أمراض الكلى في مستشفى النيل: “الكثير من الناس يظنون أن الشاي لا يحتوي على أي ضرر، لكن ما نراه في العيادة شيء مختلف تماماً. الإفراط في تناول الشاي، خاصة على معدة فارغة أو مع الأكل بشكل مباشر، يؤدي إلى مشاكل عديدة منها ضعف امتصاص الحديد، وارتفاع نسبة الأوكسالات التي تساهم في تكوين الحصوات، ومع مرور الوقت تضعف وظائف الكلى تدريجياً”.
هل هناك دليل علمي على هذا الضرر؟
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “American Journal of Kidney Diseases” أن الاستهلاك المفرط للشاي الأسود يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأوكسالات في الجسم، والتي تعتبر من العوامل الأساسية في تشكل حصوات الكلى وتلف الأنابيب الدقيقة داخل الكلية. وقد تمت متابعة أكثر من ١٠ آلاف شخص على مدار ٧ سنوات، واتضح أن الذين يستهلكون أكثر من ٣ أكواب من الشاي يومياً كانوا أكثر عرضة لمشاكل الكلى بنسبة ٤٣٪ مقارنة بغيرهم.
المشكلة الأكبر: الأعراض لا تظهر إلا في مراحل متأخرة
أحد أخطر جوانب هذه الكارثة الصامتة أن الأعراض لا تكون واضحة أو مزعجة في بداياتها. الشخص قد يشعر بألم طفيف في أسفل الظهر أو بعض التعب العام، لكنه لا يربط ذلك بوظائف الكلى. ومع مرور الوقت، تبدأ أعراض أكثر خطورة بالظهور مثل:
ارتفاع ضغط الدم دون سبب واضح
تورم القدمين أو الوجه
تغير لون البول أو قلته
فقدان الشهية والوزن
حكة في الجسم وصعوبة في النوم
ما هو الحد الآمن لتناول الشاي؟
توصي الجمعيات الصحية العالمية بألا يتجاوز استهلاك الشاي الأسود كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً كحد أقصى، ويفضل أن يكون بعد الأكل بساعة على الأقل، وأن لا يُشرب ساخناً جداً أو مضافاً إليه كمية كبيرة من السكر. كما يُفضل التنويع بين المشروبات الصحية الأخرى كالبابونج، النعناع، أو ماء الشعير، خاصة لمن يعانون من تاريخ عائلي لأمراض الكلى.
البديل الأكثر أماناً
إذا كنت من عشاق الشاي، فلا داعي لأن تتخلى عنه بالكامل، بل يمكن اختيار الشاي الأخضر العضوي بكميات معتدلة، أو الأعشاب الطبيعية التي لا ترفع نسبة الأوكسالات في الجسم. كما ينصح الأطباء بشرب كميات كافية من الماء خلال اليوم، خاصة في البلدان الحارة، لتفادي ترسب الأملاح أو تشكل الحصوات.
ما يبدو لك مشروباً تقليدياً آمناً قد يكون له وجه آخر صامت ومدمر. والكارثة أن الأعراض لا تنبهك إلا في وقت متأخر، وحينها قد لا يكون أمامك سوى خيار الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى. لذلك، فكر جيداً في نمط حياتك اليومي، واستشر طبيبك إذا لاحظت أي أعراض غير معتادة.