“تحذير صادم”… عادة يومية يمارسها ملايين البشر تدمر خلايا الدماغ وتسبب الزهايمر دون أن يشعروا… الأطباء يصرخون أوقفوها فوراً قبل فوات الأوان !!

في ظل الوتيرة المتسارعة للحياة اليومية والانشغال المستمر بالتكنولوجيا ووسائل الراحة الحديثة، يغفل كثير من الناس عن عادات تبدو في ظاهرها بسيطة أو غير ضارة، لكنها في حقيقتها تُحدث أضراراً جسيمة على المدى الطويل. ومن بين أكثر هذه العادات خطورة، برزت عادة يمارسها ملايين البشر يومياً دون إدراك لحجم تأثيرها الكارثي على الدماغ والذاكرة، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنها تسرع بشكل صامت تدهور الخلايا العصبية وتزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ما هي هذه العادة؟
إنها النوم غير الكافي أو النوم المتقطع لفترات طويلة، وهي ظاهرة باتت شائعة بشكل مقلق في المجتمعات الحديثة، وخاصة بين فئة الشباب والعاملين في الوظائف التقنية أو من يعتمدون على الأجهزة الذكية لفترات طويلة قبل النوم. فالسهر لوقت متأخر، وتصفح الهاتف المحمول أو مشاهدة المحتوى المثير قبل النوم، أصبحت أموراً اعتيادية لكن آثارها الصحية على الدماغ لا تُصدق.
ما الذي يحدث للدماغ أثناء قلة النوم؟
بحسب دراسات نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم الأعصاب، فإن النوم يلعب دوراً حيوياً في تنظيف الدماغ من السموم التي تتراكم خلال ساعات الاستيقاظ. وعندما لا يحصل الإنسان على ساعات نوم كافية (أقل من ٦ إلى ٧ ساعات يومياً)، تتراكم هذه السموم تدريجياً داخل أنسجة المخ، مما يعرقل عمليات التواصل العصبي ويدمر الخلايا العصبية ببطء.
كما أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، الذي يُعد العدو الأول لخلايا الذاكرة، إذ يؤثر بشكل مباشر على الحُصين، وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات داخل الدماغ.
علاقة قلة النوم بالزهايمر
تشير أبحاث متقدمة أجريت في معهد الأبحاث العصبية في جامعة هارفارد إلى أن قلة النوم المزمنة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بظهور ترسبات بروتينية تُعرف باسم “بيتا أميلويد”، وهي المسؤولة عن تدمير التشابكات العصبية تدريجياً، وتُعد من العلامات المبكرة لمرض الزهايمر.
المشكلة الكبرى أن هذه العملية تحدث ببطء وصمت على مدار سنوات، دون أن يشعر الشخص بأي أعراض واضحة في البداية، إلى أن تبدأ علامات النسيان، ضعف التركيز، اضطراب التفكير، وأخيراً فقدان القدرة على التعرف على الأشخاص أو الأماكن، وهي أعراض الزهايمر الكلاسيكية.
عادات يومية أخرى تزيد من الخطر
رغم أن النوم السيئ هو العامل الأبرز، إلا أن هناك عادات أخرى قد تضاعف من خطر تدهور خلايا الدماغ، منها:
الإفراط في استخدام السماعات ورفع الصوت بشكل مبالغ فيه
الجلوس لفترات طويلة دون حركة
إهمال التمارين العقلية والتحفيز الذهني اليومي
التغذية غير المتوازنة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة
عدم شرب الماء بكمية كافية خلال اليوم
العزلة الاجتماعية وانخفاض التفاعل الإنساني
ما الذي يجب فعله لتفادي هذا الخطر الصامت؟
ينصح أطباء الأعصاب بمجموعة من الإجراءات الوقائية البسيطة لكنها فعالة، من أبرزها:
١. الالتزام بجدول نوم ثابت والحصول على ٧ إلى ٨ ساعات يومياً من النوم المتواصل
٢. الابتعاد عن استخدام الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل
٣. ممارسة الرياضة الخفيفة يومياً، فهي تحفز الدورة الدموية وتدعم صحة الدماغ
٤. تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، المكسرات، زيت الزيتون، والأسماك الدهنية
٥. الانخراط في نشاطات ذهنية واجتماعية مثل القراءة، تعلم مهارة جديدة، أو حل الألغاز
رسالة طارئة من الأطباء:
إذا كنت ممن يستهينون بأهمية النوم أو تمارس عادات نوم غير صحية، فقد حان الوقت لإعادة النظر فوراً قبل أن تجد نفسك بعد سنوات قليلة عاجزاً عن تذكر أبسط تفاصيل حياتك. أوقف هذه العادة اليوم، فدماغك لا يُعوض، والزهايمر لا يعود إلى الوراء.