“خطر خفي ينام بجانبك”… النوم أمام المروحة يدمر الرئتين ويسبب جفاف الدماغ ومضاعفات خطيرة لا تخطر على بالك !!

في ليالي الصيف الحارة، يلجأ الملايين حول العالم إلى تشغيل المروحة ليلاً بحثاً عن نسمة هواء تنقذهم من حرارة الطقس الخانقة. كثيرون لا يستطيعون النوم إلا على صوت المروحة وبرودتها المتواصلة. لكن ما لا يدركه معظم الناس أن هذه العادة اليومية التي تبدو بريئة قد تكون السبب الخفي وراء مشكلات صحية خطيرة تبدأ بصعوبات التنفس وتنتهي بمضاعفات تؤثر على الدماغ نفسه.
فبحسب ما كشفته تقارير طبية وأبحاث حديثة أجراها عدد من مراكز الأبحاث الأوروبية والآسيوية، فإن تعريض الجسم لفترات طويلة من الهواء المباشر الصادر عن المروحة، خاصة أثناء النوم، قد يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات السلبية التي تتدرج من مجرد الشعور بالجفاف وحتى الإصابة بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي والعصبي.
جفاف شديد في الجهاز التنفسي
من أبرز المخاطر التي يحذر منها الأطباء هو الجفاف الشديد الذي تسببه المروحة في الأغشية المخاطية للأنف والحنجرة. فعند تشغيل المروحة لساعات طويلة خاصة أثناء النوم، يتبخر جزء كبير من الرطوبة التي يحتاجها الجسم لترطيب الجهاز التنفسي. هذا يؤدي إلى تهيج الحلق والسعال المستمر وانسداد الأنف، خاصة في الصباح الباكر.
كما أن الهواء المتحرك باستمرار قد يحمل جزيئات من الغبار والعوالق الدقيقة والبكتيريا التي تتراكم على شفرات المروحة، مما يجعلها تنتقل مباشرة إلى رئتي النائم، مسببة التهابات تنفسية متكررة وربما حساسية مزمنة دون أن يدرك الشخص سبب هذه المعاناة اليومية.
تشنج العضلات وآلام الرقبة والظهر
الهواء البارد والمباشر الذي تضخه المروحة على أجزاء معينة من الجسم قد يؤدي إلى تيبّس وتشنج العضلات بشكل غير متوقع. كثير من الأشخاص يستيقظون من النوم وهم يشعرون بآلام في الرقبة أو الظهر أو الكتفين، ويظنون أنها نتيجة النوم الخاطئ، في حين أن السبب الحقيقي هو تيارات الهواء البارد التي تعرضت لها هذه المناطق أثناء النوم.
ويزداد خطر تشنج العضلات في المناطق التي تعاني أصلاً من مشاكل كالديسك أو ضعف المفاصل، وقد تتفاقم الحالة مع مرور الوقت، خاصة لدى كبار السن ومن يعانون من مشاكل التهابات المفاصل.
تأثير مباشر على الدماغ ووظائفه الحيوية
أحد أخطر ما كشفته الدراسات الطبية الأخيرة هو ما يعرف بـ”جفاف الدماغ”، وهي حالة غير شائعة لكن يمكن أن تحصل في ظروف معينة أهمها التعرض المستمر للهواء الجاف أثناء النوم. فالمروحة لا تبرد الغرفة فقط بل تسحب الرطوبة من الجو ومن الجسم أيضاً، ما يؤدي إلى نقص السوائل في الدماغ، خاصة إذا كان الشخص لا يشرب كميات كافية من الماء قبل النوم.
هذا الجفاف قد يسبب شعوراً بالدوخة والارتباك عند الاستيقاظ، وقد يتطور الأمر إلى صداع مزمن أو حتى اضطرابات في التركيز والذاكرة، وهي مؤشرات تنذر بخلل في وظائف الدماغ. كما أن النوم في جو جاف يضعف الدورة الدموية ويقلل من تدفق الأوكسجين إلى المخ، ما يزيد من احتمال حصول نوبات عصبية أو حالات الإغماء لدى بعض الأشخاص.
المروحة قد تكون خطراً على من يعانون من الربو والحساسية
الأطباء يؤكدون أن تشغيل المروحة في غرفة النوم يشكل خطراً مباشراً على مرضى الربو والحساسية، حيث إن تيارات الهواء المستمرة تثير الجيوب الأنفية وتزيد من حدة السعال وصعوبة التنفس، إضافة إلى تحفيز التهابات الصدر والرئتين.
وفي بعض الحالات، قد تؤدي المروحة إلى تسريع نوبة ربو حادة خلال النوم، خاصة عند الأطفال وكبار السن، مما يجعل استخدامها خياراً محفوفاً بالمخاطر ويستوجب الحذر الشديد.
ما البديل الآمن؟
الحل لا يكمن في إلغاء استخدام المروحة نهائياً، ولكن في تغيير طريقة استخدامها. ينصح الأطباء بعدم توجيه المروحة مباشرة نحو الجسم أثناء النوم، بل يمكن ضبطها على زاوية بعيدة أو استخدام مؤقت لغلقها تلقائياً بعد أن يدخل الشخص في النوم العميق.
كما يُفضل ترطيب الهواء في الغرفة باستخدام أجهزة البخار أو وضع وعاء ماء قرب السرير، للمحافظة على نسبة رطوبة كافية. ومن الضروري جداً شرب كمية كافية من الماء خلال الليل والنهار، لتقليل مخاطر الجفاف الناتج عن التعرض المستمر للهواء الجاف.
وأخيراً لا تستهين بالخطر النائم بجوارك
قد لا تبدو المروحة في نظرك سوى وسيلة بسيطة لتبريد الجو، لكن الحقيقة أن تأثيراتها الصحية قد تكون صامتة وخفية، وتتراكم مع الوقت لتظهر في شكل أمراض وأعراض مزعجة وخطيرة. فصحتك لا تحتاج إلى نسمة هواء مؤقتة، بل إلى وعي دائم بأبسط التفاصيل التي قد تتحول فجأة إلى خطر داهم. لذا، لا تترك المروحة تسرق صحتك وأنت نائم.