“هذا المشروب البريء”… يُنشط الخلايا السرطانية ويُسرع نمو الأورام… إياك أن تتناوله بهذه الطريقة !!

في الوقت الذي يبحث فيه الناس عن نمط حياة صحي ويحرصون على تناول ما يظنون أنه مفيد وآمن، تختبئ بعض العادات الغذائية اليومية خلف قناع البراءة، بينما في الواقع قد تكون أكثر خطورة مما يتخيله أحد. أحد هذه العادات هو تناول المشروبات التي تحتوي على سكر مضاف وبشكل خاص عصير الفواكه الصناعي أو حتى العصائر الطبيعية إذا تم تناولها بطريقة غير مدروسة.
نعم، قد يبدو الأمر صادمًا. عصير الفاكهة، ذلك السائل الملون الذي يرتبط دائمًا بالصحة والطبيعة والطاقة، قد يتحول في بعض الأحيان إلى بيئة خصبة لتغذية الخلايا السرطانية وتسريع تكاثرها. كيف؟ ولماذا؟ هذا ما سنكشفه لك بالتفصيل المثير والمفيد الآن.
الفخ الذي لا يدركه الكثيرون
عندما تعصر الفاكهة، تفصل الألياف الغذائية عن السكر الطبيعي الموجود فيها. وهذا يجعل الجسم يمتص السكر بسرعة عالية، فيرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بشكل مفاجئ، ثم يرتفع معه مستوى الأنسولين. هذه الزيادة المفاجئة قد لا تسبب فقط مشكلات لمرضى السكري، بل تشير الأبحاث الحديثة إلى أنها توفر بيئة خصبة للخلايا السرطانية لتزدهر.
وفقًا لدراسة نشرتها جامعة هارفارد، فإن الاستهلاك المفرط للعصائر المحلاة أو العصائر الطبيعية بدون ألياف، يؤدي إلى اضطراب التوازن الأيضي في الجسم، ويزيد من خطر الالتهابات المزمنة، وهي أحد المحفزات الرئيسية لنمو الأورام السرطانية.
السكر والسرطان.. علاقة أخطر مما تتصور
الخلايا السرطانية تحتاج إلى السكر كي تنمو. بل إنها تعتمد عليه أكثر من الخلايا السليمة. العلماء يسمون هذه الظاهرة “تأثير واربورغ”، حيث تُظهر الخلايا السرطانية نشاطًا عاليًا جدًا في استهلاك الجلوكوز لإنتاج الطاقة. وكلما زادت كمية السكر المتاحة في الجسم، زادت سرعة انتشار هذه الخلايا.
وهنا يأتي الخطر الكبير.. فعندما يتناول الشخص كوبًا من عصير الفاكهة الطبيعي دون ألياف، يحصل على جرعة ضخمة من السكر دفعة واحدة. وإذا كان يفعل ذلك يوميًا أو عدة مرات في الأسبوع، فإنه يُطعم الخلايا السرطانية مباشرةً دون أن يدري.
هل هذا يعني أن عصير الفاكهة مضر دائمًا؟
ليس تمامًا. الخطر لا يكمن في العصير نفسه، بل في الكمية، وتوقيت التناول، وطريقة التحضير. المشكلة تبدأ عندما يتم شرب العصير بكميات كبيرة، دون ألياف، وبشكل منتظم، وخاصة من قبل أشخاص لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسرطان أو يعانون من التهابات مزمنة أو مشاكل مناعية.
أيضًا، العصائر الصناعية المعبأة التي تحتوي على سكر مضاف أو شراب الذرة عالي الفركتوز، تعتبر كارثة غذائية حقيقية، خاصة إذا تم تناولها من قبل الأطفال أو كبار السن أو مرضى السكري أو حتى الأصحاء بشكل مستمر.
الطريقة الصحيحة لتناول العصير إن أردت السلامة
لا تعصر الفاكهة بالكامل.. تناولها كاملة بأليافها
إن أردت شرب عصير طبيعي، خففه بالماء واشرب نصف كوب فقط وليس كوبًا كاملًا
لا تضف سكرًا نهائيًا
لا تشرب العصير على معدة فارغة أو في الليل
ابتعد تمامًا عن العصائر المعلبة أو التي تباع في السوبر ماركت على أنها “طبيعية” فهي غالبًا مليئة بالسكر المضاف
احرص على أن تكون نسبة العصير من نظامك الغذائي ضئيلة جدًا
ليس كل ما يبدو صحيًا بريئًا فعلًا. فهناك حقائق غذائية خطيرة تختبئ خلف قناع الفاكهة الطبيعية أو العصير الطازج. ما لم تكن على دراية بكيفية تأثير هذه المشروبات على الجسم، فقد تكون تقدم للخلايا السرطانية ما تحتاجه لتنمو في صمت.
احرص على تناول الفاكهة بأليافها الكاملة، وقلل من العصائر إلى أقصى حد ممكن. وتذكر، السرطان لا يحتاج إلى أكثر من بيئة غنية بالسكر والتهابات كي ينمو، فلا تمنحه هذه البيئة بيديك.