منوعات عامة

“تحذير عاجل من العلماء”… عادة صباحية شائعة تدمر الكبد والقلب… بصمت قاتل !!

في الوقت الذي يسعى فيه الكثير من الناس إلى بدء يومهم بعادات تبدو صحية أو على الأقل غير ضارة، كشفت أبحاث علمية حديثة عن مفاجأة صادمة، وهي أن هناك عادة صباحية شائعة يمارسها الملايين يومياً من دون إدراك لمدى خطورتها، لكنها على المدى الطويل قد تؤدي إلى تدمير الكبد والقلب بصمت ودون ظهور أعراض واضحة في المراحل الأولى.

الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في مجال الصحة العامة وأمراض الأيض أشارت إلى أن تناول الإفطار الغني بالسكريات المضافة والمشروبات المحلاة مباشرة بعد الاستيقاظ، سواء على شكل عصائر صناعية أو مشروبات الطاقة أو حتى القهوة المضاف إليها كميات كبيرة من السكر والكريمات الصناعية، يمثل خطراً كبيراً على صحة الكبد والقلب. السبب أن هذه العادة ترفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل مفاجئ، مما يجبر البنكرياس على إفراز كميات كبيرة من الإنسولين، وهو ما يرهق الجسم مع مرور الوقت ويؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد.

وأوضح العلماء أن الكبد هو العضو المسؤول عن معالجة هذه الكميات الهائلة من السكر وتحويل الفائض منها إلى دهون، ومع التكرار اليومي يصبح الكبد مثقلاً بالدهون الزائدة، وهي حالة تعرف بالكبد الدهني غير الكحولي، والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية لفشل الكبد وتليف أنسجته. الأخطر أن هذه الحالة غالباً لا يصاحبها ألم أو أعراض واضحة في البداية، مما يجعلها تتطور في الخفاء حتى تصل إلى مراحل يصعب علاجها.

أما بالنسبة للقلب، فإن تناول جرعات عالية من السكر في الصباح يسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات الدهون الثلاثية في الدم، مما يزيد من لزوجته ويجعل الأوعية الدموية أكثر عرضة للانسداد. هذا التأثير الصامت يؤدي بمرور الوقت إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة في الوزن.

وأشار الخبراء إلى أن المشكلة ليست في تناول السكر أو الكربوهيدرات بشكل عام، بل في توقيت الكمية الكبيرة منها، حيث يكون الجسم في الصباح بحاجة إلى تغذية متوازنة ترفع الطاقة تدريجياً، وليس إلى صدمة سكرية تؤدي إلى خلل في توازن الهرمونات والعمليات الأيضية. كما أن الكثير من الناس يعتقدون أن العصائر المعلبة أو مشروبات الطاقة تمنحهم بداية قوية ليومهم، لكنهم في الحقيقة يضعون أعضاءهم الحيوية تحت ضغط هائل منذ اللحظة الأولى للاستيقاظ.

ومن بين الأمثلة على هذه العادة الصباحية التي تبدو بريئة لكنها خطيرة، شرب كوب كبير من القهوة المحلاة بالكثير من السكر والحليب المكثف، أو تناول حبوب الإفطار المغطاة بالسكر مع الحليب، أو شرب عصير البرتقال الصناعي المحلى بكميات هائلة من الفركتوز. جميع هذه الخيارات ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة كبيرة، وتسبب سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تضر الكبد والقلب معاً.

العلماء أوصوا باستبدال هذه العادة بوجبة إفطار غنية بالبروتينات الصحية والدهون المفيدة والألياف، مثل البيض المسلوق أو الشوفان مع الفواكه الطازجة أو المكسرات غير المملحة. كما نصحوا إذا كانت القهوة جزءاً من الروتين اليومي، أن يتم شربها من دون سكر أو مع كمية قليلة جداً منه، ويفضل استخدام القرفة أو الفانيليا الطبيعية لإضافة النكهة دون الإضرار بالصحة.

كما أشاروا إلى أهمية شرب الماء فور الاستيقاظ لترطيب الجسم وتنشيط الكبد بعد ساعات النوم، بدلاً من إدخاله في حالة طوارئ لمعالجة كميات كبيرة من السكر. وأكدوا أن التغيير التدريجي للعادات هو المفتاح، فالجسم يحتاج إلى وقت للتكيف مع انخفاض السكر المضاف في الوجبات.

وفي ختام تحذيرهم شدد العلماء على أن الكبد والقلب هما محورا الصحة العامة، وأي ضرر يصيبهما ينعكس على كامل الجسم، وأن إدراك خطورة هذه العادة الصباحية قد يكون الخطوة الأولى لإنقاذ حياة الكثيرين من أمراض صامتة لا يتم اكتشافها إلا في مراحل متأخرة. وأضافوا أن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة هذه المخاطر، وأن ما يبدو لنا بريئاً قد يخفي وراءه أخطر التهديدات لصحتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!