“دراسة مذهلة”… فاكهة مهملة تنظف القولون… وتمنع أخطر أنواع السرطان !!

في عالم تتزايد فيه الأمراض المزمنة ومعدلات الإصابة بالسرطان يوماً بعد يوم، ما زالت الطبيعة تقدم لنا حلولاً بسيطة لكنها قوية التأثير إذا عرفنا كيف نستخدمها بالشكل الصحيح. وفي دراسة علمية حديثة أثارت دهشة الباحثين، كشف فريق من علماء التغذية والصحة العامة عن فاكهة مهملة لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم توفرها في الأسواق بأسعار زهيدة، لكنها تمتلك قدرة مدهشة على تنظيف القولون بعمق وحماية الجسم من أخطر أنواع السرطان، وعلى رأسها سرطان القولون والمستقيم.
الباحثون أوضحوا أن هذه الفاكهة هي التين، تلك الثمرة التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين واستخدمها في الطب التقليدي لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي، لكن الدراسات الحديثة سلطت الضوء على فوائدها التي تتجاوز بكثير مجرد تحسين الهضم. فالتين غني جداً بالألياف الغذائية الذائبة وغير الذائبة، وهي العنصر الأساسي في تنظيف القولون من الفضلات المتراكمة والسموم التي قد تتحول بمرور الوقت إلى بيئة مثالية لنمو الخلايا السرطانية.
الدراسة بينت أن تناول التين بانتظام يساعد على تسريع حركة الأمعاء ومنع الإمساك المزمن، وهو أحد أهم عوامل الخطر المرتبطة بسرطان القولون. فحين تبقى الفضلات في القولون لفترات طويلة، يزداد احتكاك المواد الضارة بجدار الأمعاء، مما يزيد فرص حدوث الطفرات الخلوية المسببة للسرطان. وهنا يأتي دور الألياف الموجودة في التين، حيث تعمل كإسفنجة تمتص السموم وتدفعها للخروج بسرعة وأمان.
لكن ما يميز التين أكثر هو احتواؤه على مركبات البوليفينول ومضادات الأكسدة القوية التي تحارب الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تهاجم الخلايا وتدمر حمضها النووي، مما يمهد الطريق لنشوء الأورام. هذه المركبات لا تحمي القولون فقط، بل تقدم حماية شاملة لأنسجة الجسم كافة، بما في ذلك الكبد والرئتين والمعدة.
ومن الاكتشافات اللافتة في الدراسة أن التين يحتوي أيضاً على إنزيمات طبيعية مثل إنزيم الفيسين، الذي يساعد في تفكيك البروتينات وتحسين عملية الهضم وتقليل الالتهابات داخل الجهاز الهضمي. كما أن التين المجفف يحتفظ بجزء كبير من قيمته الغذائية، ويصبح أكثر تركيزاً في المعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، مما يدعم صحة العضلات والأعصاب ويعزز التوازن القلوي للجسم.
الباحثون أشاروا إلى أن تناول ثلاث إلى خمس ثمرات من التين الطازج أو المجفف يومياً كافٍ للحصول على فوائده المدهشة، مع ضرورة شرب كمية كافية من الماء لمساعدة الألياف على أداء دورها بفاعلية. ويمكن تناول التين كوجبة خفيفة بين الوجبات أو إضافته إلى السلطة أو الزبادي أو الشوفان، كما يمكن نقع التين المجفف في الماء طوال الليل وتناوله صباحاً لتعزيز الهضم.
وأكد العلماء أن تأثير التين على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم لا يقتصر على تنظيف الأمعاء فقط، بل يمتد إلى تعديل بيئة الميكروبيوم المعوي، وهي البكتيريا النافعة التي تلعب دوراً محورياً في الحماية من الالتهابات وتعزيز جهاز المناعة. الألياف الموجودة في التين تعمل كغذاء لهذه البكتيريا المفيدة، مما يساعدها على التكاثر وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة ذات تأثير مضاد للسرطان.
كما لفتت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يدمجون التين في نظامهم الغذائي بانتظام يتمتعون بمستويات أفضل من الطاقة، وبشرة أكثر إشراقاً، وجهاز مناعي أقوى، وهو ما يجعل هذه الفاكهة خياراً مثالياً ليس فقط للوقاية من الأمراض، بل أيضاً لتحسين جودة الحياة بشكل عام.
وفي نهاية التقرير، شدد العلماء على أن التين يمثل مثالاً رائعاً على أن الحلول الصحية قد تكون قريبة منا أكثر مما نتخيل، وأن الوقاية من أخطر الأمراض قد تبدأ بخطوة بسيطة مثل تناول فاكهة مهملة لكنها مليئة بالقوة الغذائية. وأوصوا بضرورة زيادة الوعي الغذائي حول هذه الثمرة وإدخالها في الوجبات اليومية، خصوصاً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القولون أو يعانون من مشاكل هضمية مزمنة.