نفقٌ يقود إلى الذهب.. اكتشاف أثري يُذهل السوريين: كنز أموي مدفون من 13 قرن ورسالة سريّة تُكشف للمرة الأولى!

في واحدة من أبرز الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، عثر عدد من سكان إحدى القرى السورية الواقعة بالقرب من مدينة حلب على نفق أثري قديم يقود إلى كنز ذهبي يعود إلى العصر الأموي، مما أعاد تسليط الضوء على أهمية التاريخ العريق الذي تختزنه الأرض السورية.
بداية الاكتشاف:
القصة بدأت بشكل غير متوقع، عندما انهارت قطعة من الأرض في مقبرة أثرية مهجورة، لتكشف عن فتحة صغيرة لنفق قديم مغطى بالتراب والصخور. السكان، الذين كانوا يقومون بأعمال تنظيف عادية، لاحظوا وجود فجوة غريبة، فقرروا استكشافها بحذر.
وبعد الدخول مسافة تقارب الـ٢٠ مترًا داخل النفق، عثروا على جرة فخارية ضخمة كانت مطمورة بعناية شديدة. وعند فتح الجرة، كانت المفاجأة الكبرى: ٨٢ قطعة ذهبية خالصة، كل واحدة منها تحمل نقوشًا دقيقة تعود للعصر الأموي، حيث كُتبت على أحد وجهي كل قطعة عبارة: (لا إله إلا الله)، وعلى الوجه الآخر: (محمد رسول الله).
المفاجأة الحقيقية: رسالة مخفية!
ما جعل الاكتشاف أكثر إثارة، هو وجود رسالة مكتوبة بخط يدوي قديم، وُضعت بعناية داخل قطعة من القماش القطني بجانب الجرة. الرسالة، التي تم فك رموزها من قبل مختصين في اللغة العربية القديمة، حملت تحذيرًا واضحًا:
“هذا المال وقفٌ على من ينفع الناس به، فلا تبيعوه ولا تكنزوه، بل اجعلوه زادًا لمن يأتي بعدكم…”
ردود فعل رسمية:
الدكتور “وحيد خياطة”، مدير الآثار في مدينة حلب، قال في تصريح رسمي:
“هذا الاكتشاف لا يُقدّر بثمن، ليس فقط لأنه يحتوي على ذهب، بل لأنه يحمل شهادة تاريخية حية من العصر الأموي، ويُظهر مدى التقدّم في الصناعات الدقيقة والنقوش الفنية في تلك الحقبة.”
وأشار إلى أن القطع الذهبية ستُنقل إلى المتحف الوطني تحت حماية خاصة، وسيتم عرضها ضمن معرض بعنوان: “كنوز من باطن الأرض: ذاكرة سوريا الأبدية”.
الأهمية التاريخية والاستخدامات الممكنة:
يؤكد المختصون أن هذا النوع من الاكتشافات يعزز مكانة سوريا كإحدى أهم مراكز الحضارة في التاريخ الإسلامي، ويفتح الباب أمام مزيد من الاستكشافات، لا سيما في المناطق غير الممسوحة أثرًا حتى الآن.
كما أن وجود الرسالة المكتوبة يعكس بعدًا إنسانيًا وروحيًا في حفظ الثروات، ويعيد النقاش حول العلاقة بين التراث والدين والثقافة، وكيف كانت تلك العصور تهتم بتوثيق الأمانات والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
ماذا بعد؟
أعلنت مديرية الآثار السورية أنها ستطلق مشروعًا جديدًا تحت عنوان “خريطة الكنوز”، يُستخدم فيه الذكاء الاصطناعي والخرائط ثلاثية الأبعاد لتحديد المواقع التي يُحتمل أن تكون مواقع لكنوز أو آثار غير مكتشفة، استنادًا إلى نمط النفق المكتشف مؤخرًا.
هذا الاكتشاف يعيد تسليط الضوء على كنوزنا المنسية، ويطرح سؤالًا مهمًا: كم من الكنوز لا تزال مدفونة تحت تراب سوريا، في انتظار من يكتشفها ويُعيد لها الحياة؟