لماذا يعاني الأطفال من نقص فيتامين د رغم تناول الجرعات المنتظمة؟! الأطباء يكشفون الأسباب الخطيرة والحلول الفعالة!!

في دراسة حديثة أجريت في جنوب فلوريدا، وهي منطقة تتمتع بشمس مشرقة طوال العام، اكتشف الباحثون أن 68% من الأطفال الذين يتناولون مكملات فيتامين د بانتظام يعانون من مستويات غير مثالية من الفيتامين. هذه النتائج كانت صادمة ومقلقة، وأثارت تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة الصحية الخطيرة.
لماذا يحدث نقص فيتامين د رغم الانتظام على الجرعات؟
رغم توفر مصادر الغذاء وأشعة الشمس، إلا أن عوامل متعددة قد تؤثر على امتصاص واستفادة الجسم من فيتامين د، من أبرزها:
عدم كفاية التعرض للشمس: حتى في المناطق المشمسة، يقضي الأطفال ساعات طويلة داخل المنازل والمدارس.
استخدام واقيات الشمس باستمرار: يحجب واقي الشمس امتصاص الأشعة فوق البنفسجية التي تحفز إنتاج فيتامين د.
زيادة الوزن أو السمنة: الدهون الزائدة تخزن فيتامين د وتقلل من توفره في الدم.
مشاكل امتصاص الأمعاء: قد يكون لدى بعض الأطفال مشاكل معوية خفية تقلل من امتصاص الفيتامين.
جرعات غير مناسبة أو عدم انتظام فعلي: أحيانًا تكون الجرعات أقل مما يحتاجه الجسم، أو لا يتم الالتزام بالمواعيد بدقة.
لماذا يعتبر نقص فيتامين د خطيرًا على الأطفال؟
فترة الطفولة وسن البلوغ هي فترات حيوية لبناء كتلة العظام وتطور أجهزة الجسم المختلفة. نقص فيتامين د قد يؤدي إلى:
ضعف نمو العظام وزيادة خطر الكسور.
تأخر النمو البدني.
مشاكل في التحكم بمستويات السكر في الدم.
ضعف الجهاز المناعي وزيادة التعرض للعدوى.
اضطرابات في ضغط الدم ونمو العضلات.
كيف يؤثر فيتامين د على الصحة العامة؟
وجود مستقبلات فيتامين د في أعضاء مختلفة مثل:
الجلد والأمعاء والعظام والغدة جار الدرقية.
الجهاز المناعي والبنكرياس والقلب والعضلات.
يجعل دوره بالغ الأهمية في:
تنظيم مستويات الكالسيوم.
دعم امتصاص العناصر الغذائية.
تحفيز تمايز الخلايا.
تحسين إفراز الأنسولين وتنظيم سكر الدم.
تقوية الحاجز المعوي لمنع الأمراض المعوية.
فيتامين د وصحة الأمعاء: دور لا يُستهان به
الأمعاء هي بوابة الجسم الأساسية للعناصر الغذائية، وفيتامين د:
يحسن امتصاص الكالسيوم والفيتامينات.
يقوي الحاجز المعوي ضد الميكروبات الضارة.
يدعم بنية الوصلات الضيقة بين الخلايا المعوية.
يساهم في تجديد الخلايا وتحفيز المناعة الداخلية للأمعاء.
كيف يمكن حماية أطفالنا من نقص فيتامين د؟
لضمان حصول الأطفال على الكميات المناسبة من فيتامين د، ينصح الأطباء بما يلي:
تعريض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة لمدة 15–30 دقيقة يوميًا (في الصباح أو بعد العصر).
الحرص على تناول مصادر غذائية غنية بفيتامين د مثل السمك، البيض، الحليب المدعم، وعصير البرتقال المدعم.
استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة من مكملات فيتامين د بناءً على الوزن والعمر والحالة الصحية.
معالجة أي مشاكل معوية قد تؤثر على امتصاص الفيتامين.
إجراء فحوص دورية لقياس مستويات الفيتامين في الدم خاصة في المراحل الحرجة من النمو.
مهمة لكل أب وأم:
نقص فيتامين د ليس مشكلة بسيطة!
إنه تهديد خفي قد يؤثر على النمو والصحة العامة للأطفال رغم تناولهم المكملات. لذا، الفحص المبكر، التعرض المعتدل للشمس، والتغذية السليمة كلها مفاتيح لحماية صحة أطفالنا وضمان مستقبلهم المشرق. لا تهملوا الأمر… فالصحة تبدأ بخطوة صغيرة نحو الوعي!