في زمن تتزايد فيه معدلات السمنة واضطرابات السكر في الدم، يبحث الكثيرون عن حلول طبيعية وفعالة يمكن أن تساعدهم على استعادة صحتهم دون اللجوء إلى الأدوية أو العمليات الجراحية. وفي تصريح أثار اهتمام خبراء التغذية والباحثين في مجال الصحة، كشف طبيب امريكي بارز عن مشروب بسيط يمكن تحضيره في المنزل بسهولة، لكنه يمتلك قدرة مذهلة على حرق الدهون العميقة خاصة تلك التي تتراكم في منطقة البطن، وفي الوقت نفسه يساعد على إعادة توازن مستويات السكر في الدم أثناء النوم.
الطبيب أوضح أن هذا المشروب يعتمد على مزيج من القرفة والزنجبيل مع عصير الليمون والعسل والماء الدافئ. هذا المزيج ليس جديداً على الطب الشعبي، لكنه اليوم يحظى باهتمام علمي كبير بعد أن أظهرت الدراسات فعاليته في تعزيز عمليات الأيض ليلاً، وهي الفترة التي ينخفض فيها النشاط البدني لكن يستمر فيها الجسم في حرق السعرات.
وأشار إلى أن القرفة تعتبر من أقوى التوابل التي تساهم في تحسين حساسية الخلايا للإنسولين، مما يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم وتقليل الارتفاعات والانخفاضات الحادة التي تسبب الشعور بالجوع الشديد. كما أن القرفة غنية بمضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات المزمنة وتدعم صحة القلب.
أما الزنجبيل، فهو مكون حراري قوي يرفع معدل حرق السعرات الحرارية ويساعد على تكسير الدهون المتراكمة، خصوصاً الدهون الحشوية العميقة التي تحيط بالأعضاء الداخلية وتشكل خطراً على الصحة. كما أن الزنجبيل يحسن الهضم ويمنع الانتفاخ، مما يمنح البطن مظهراً أكثر انسيابية.
وأضاف الطبيب أن عصير الليمون في هذا المشروب يوفر جرعة مركزة من فيتامين سي، الذي يعزز المناعة ويساهم في تحفيز إنتاج الكولاجين وتحسين عملية التمثيل الغذائي للدهون. بينما يعمل العسل الطبيعي كمحلي صحي يمد الجسم بالطاقة، وفي الوقت نفسه يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا تدعم صحة الجهاز الهضمي.
أما عن طريقة التحضير، فقد أوضح الطبيب الخطوات بالتفصيل لضمان الحصول على أقصى فائدة من المشروب. تبدأ الوصفة بغلي كوب من الماء، ثم إضافة نصف ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة وتركها تغلي لمدة دقيقة واحدة. بعد ذلك يرفع الماء عن النار ويضاف إليه نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل أو قطعة صغيرة من الزنجبيل الطازج المبشور. يترك الخليط ليبرد قليلاً، ثم يضاف عصير نصف ليمونة وملعقة صغيرة من العسل الطبيعي، ويتم تقليب المزيج جيداً حتى يذوب العسل تماماً.
وأكد الطبيب أن أفضل وقت لتناول هذا المشروب هو قبل النوم بساعة تقريباً، حيث يكون الجسم في حالة استعداد للراحة وتجديد الخلايا، مما يعزز تأثير المشروب على حرق الدهون أثناء النوم وتنظيم مستويات السكر. كما نصح بالانتظام في تناوله لمدة لا تقل عن شهر لملاحظة النتائج الملموسة.
ولفت إلى أن العديد من الأشخاص الذين جربوا هذه الوصفة لاحظوا انخفاضاً في محيط الخصر وتحسناً في مستويات الطاقة خلال النهار، بالإضافة إلى شعور أكبر بالشبع وانخفاض الرغبة في تناول الحلويات. وأشار إلى أن هذا المشروب ليس مجرد وسيلة للتنحيف، بل هو أيضاً مشروب صحي شامل يدعم وظائف الكبد ويحسن الدورة الدموية ويقلل من التوتر.
لكن الطبيب شدد على أن المشروب ليس بديلاً عن نمط الحياة الصحي، وأنه لتحقيق أفضل النتائج يجب دمجه مع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم، بالإضافة إلى النوم الكافي وتجنب التوتر المفرط. كما حذر مرضى السكر من النوع الأول أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية خافضة للسكر من ضرورة استشارة الطبيب قبل إضافة هذا المشروب إلى روتينهم اليومي لتجنب أي انخفاض مفرط في مستويات السكر.
وفي ختام حديثه، قال الطبيب إن الطبيعة تقدم لنا حلولاً بسيطة لكنها فعالة، وأن هذا المشروب مثال واضح على كيفية دمج مكونات طبيعية في حياتنا اليومية لتحقيق فوائد صحية كبيرة دون تكلفة عالية أو آثار جانبية خطيرة. وأضاف أن ما يميز هذا المشروب هو أنه يجمع بين الطعم اللذيذ والفوائد الصحية المتعددة، مما يجعله خياراً مثالياً لكل من يسعى إلى تحسين صحته وخسارة الدهون بطريقة آمنة وطبيعية.
