أقتراحات عامة

“مكون بريء تضعه يومياً يرفع السكر بشكل جنوني”… أطباء يحذرون من استخدامه مع الوجبات… تجنبه قد يُنقذ حياتك !!

في كل يوم، وعلى مائدة كل بيت تقريباً، يُستخدم هذا المكون دون تفكير. تراه يُضاف إلى الأطباق بكرم، يُنثر على السلطات، يُخلط مع الشوربات، ويوضع في كل وجبة تقريباً، بل ويُعتبر من أساسيات الطهو، لدرجة أن كثيرين لا يتخيلون طعامهم من دونه. ومع ذلك، هذا العنصر البريء في شكله، الذي لا لون له ولا رائحة قوية، يخفي خطراً قد يدمّر صحتك من حيث لا تدري، خاصة إذا كنت من المصابين بالسكري أو المعرضين له.

الأطباء اليوم يدقون ناقوس الخطر ويحذرون من الإفراط في استخدام هذا المكوّن، بعدما ربطته الدراسات الحديثة بارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، بل وبتفاقم الحالات المزمنة لدى مرضى السكري. فما هو هذا المكوّن الذي يتعامل معه الناس على أنه آمن تماماً، بينما هو في الحقيقة أحد أكثر مسببات التدهور الصامت في الصحة العامة؟

المكوّن هو: الملح الأبيض العادي. نعم، الملح الذي نستخدمه يومياً وبشكل تلقائي، دون إدراك لتأثيراته العميقة على الجسم.

قد يبدو هذا صادماً، لأن الملح تقليدياً مرتبط بارتفاع ضغط الدم أكثر من السكر، لكن الأبحاث الجديدة تكشف أن الصلة بين الملح والسكر أوضح مما كنا نعتقد. دراسات عديدة أجريت في السنوات الأخيرة أظهرت أن الإفراط في تناول الصوديوم – المكون الأساسي في ملح الطعام – يؤدي إلى اضطراب في إفراز الإنسولين، ويزيد من مقاومة الجسم له. هذا يعني أن حتى من لا يعانون من السكري قد يجدون أنفسهم في دائرة الخطر بمجرد أنهم يستهلكون كميات كبيرة من الملح بشكل يومي.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. الملح الموجود في معظم وجباتنا اليومية – خاصة المعلّبة منها أو المُعالجة صناعياً – لا يأتي وحده، بل محملاً بمواد حافظة، ونكهات اصطناعية، ودهون مهدرجة، وكلها تعمل بشكل متكامل على إنهاك البنكرياس، وزيادة مقاومة الإنسولين، وتعطيل آلية تنظيم السكر في الدم.

فريق بحثي من جامعة “هارفارد” وجد أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 5 غرامات من الملح يومياً، يعانون بنسبة أعلى من تقلبات سكر الدم، حتى لو لم يكونوا مصابين فعلياً بالسكري. والمثير للدهشة أن كثيراً من هؤلاء الأشخاص لا يدركون أن المشكلة في الملح، لأنهم غالباً ما يربطون ارتفاع السكر بالكربوهيدرات أو الحلويات فقط.

لكن المشكلة الحقيقية ليست فقط في الكمية، بل في التراكم اليومي الصامت. فمع كل رشة ملح نضيفها على البيض في الصباح، وكل ملعقة نضعها في الرز أو الشوربة، نحن نضعف قدرة الجسم على التوازن، ونقرب أنفسنا أكثر من دائرة الخطر.

أطباء في منظمة الصحة العالمية أوصوا مؤخراً بتقليل كمية الملح إلى أقل من 3 غرامات يومياً، خصوصاً للمرضى المعرضين لمتلازمة الأيض أو الذين يعانون من مشاكل في ضغط الدم أو السكر. ولكن التحدي الأكبر أن كثيراً من الناس لا يملكون أي فكرة عن الكمية الفعلية التي يستهلكونها، لأن الملح لا يأتي فقط من المملحة المنزلية، بل من الخبز، والجبن، والمعلبات، والمطاعم، وحتى الحلويات أحياناً.

الأمر يحتاج إلى وعي حقيقي. ليس المطلوب أن نمتنع عن الملح تماماً، فالجسم يحتاج الصوديوم بنسبة بسيطة لأداء بعض الوظائف الحيوية. لكن الخطورة تأتي من الاستخدام العشوائي، ومن الاعتماد على الأطعمة المملحة والمُعالجة يومياً. وهنا يكمن الفارق بين العادات الصحية والعادات التي تدمّر الجسم على المدى الطويل.

الخبراء يقترحون استبدال الملح العادي ببدائل طبيعية مثل ملح الهيمالايا الوردي أو الأعشاب المنكّهة، وتقليل الاعتماد على الأطعمة الجاهزة. كما ينصحون بقراءة الملصقات الغذائية جيداً، والانتباه إلى نسبة الصوديوم حتى في الأغذية التي لا تبدو مالحة.

وأخيراً، إذا كنت ممن يضعون الملح تلقائياً على الطعام قبل تذوقه، فقد تكون هذه العادة الصغيرة سبباً في مضاعفات صحية كبيرة لاحقاً. توقف، فكر، وأعد النظر في عاداتك اليومية. لأن صحتك تستحق منك أن تكون أكثر وعياً… وقد يكون تقليل رشة ملح واحدة هو بداية طريق إنقاذك من معركة طويلة مع مرض قد يغير حياتك إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!